ععععععععععع

مواسم

موسم  سيدي محمد بن يعقوب بمنطقة امي نتتالت بعمالة طــاطـــا

  كان عزمنا منذ انطلقا على الساعة الثامنة صباحا قاصدين دوار إمي ن تاتلت مركز جماعة بن يعقوب يوم 18 أبريل 2013، أن نتعرف على ما تختزنه تلك المنطقة من طقوس و عادات بمناسبة موسم الولي الصالح محمد بن يعقوب أحد رموز التصوف في المغرب السعدي، و أحد كبار مريدي القطب الصوفي المشهور محمد بن مبارك الاقاوي. لم نشعر قط بعبء 200 كلمترا التي يلزمنا قطعها للوصول إلى عين المكان،
 بل زاد من  تشوقنا منتظرين اللحظة التي سنحل فيها بمقام هذا الولي الذي يتحدث عنه الكثيرون.
 نتأكد لحظة بعد أخرى و نحن في الطريق أن اليوم استثنائي بالنسبة للمداشر التابعة لجماعة بن يعقوب،  فقبل 16 كلمترا من الوصول إلى مركز الجماعة في ملتقى الطرق الذي تتفرع عنه طريق تالوين و طريق طاطا ثم طريق إمي ن تاتلت، استقبل وفد الوالي بحفاوة، أعلام وطنية مثبتة على جنبات الطريق و على جدران قاعة مبنية هناك، هتاف بالعمر المديد لجلالة الملكِ، فزغاريد و أهازيج فنية لسكان دوار تسناسمين، ثم كؤوس شاي و حلوى و حليب تقدم على شرف المتوقفين، نفس الاستقبال سيلقاه الوفد المذكور في مدخل مركز جماعة بن يعقوب، هناك تم تنصيب خيمة داخلها لافتة دونت عليها عبارة "زيارة مباركة في عهد النماء"، ترحاب و طقوس تبدو منقرضة بأغلب مناطق إقليم طاطا، فهنا لابد أن تحس بأن أشياء كثيرة تتغير، و أن البساطة و حسن الضيافة لازالت هي العنوان.
 في أروقة موسم الولي الصالح محمد بن يعقوب التاتلتي ترى البعض على أهبة الرحيل لأن الخميس هو اليوم ما قبل الأخير، بالمقابل لا يزال الكثيرون يتوافدون، فقد جرت العادة في جميع المواسم أن يكثر الزوار في الأيام الاخيرة ويتدفقون، و قد شرح لنا مرافقنا الأستاذ بركات الطريقة التي يتم بها تنظيم موسم بن يعقوب ثلاث مرات في السنة خلال شهر يناير و مارس تم أبريل حيت كان مألوفا تاريخيا ان تحج إليه قبائل إدونظيف المجاورة،  إضافة إلى وافدين من مناطق مختلفة،  فأحيانا تسمع سائقي سيارات الأجرة و هم يصيحون، تالوين، أولوز، برحيل... و كلها مناطق تابعة لإقليم تارودانت، و أحيانا تسمع طاطا، تيسينت، أقايغان، تكموت ثم فدوكس، فهكذا يكون الموسم إذن ملتقى (ألمقار) قبائل مختلفة من سوس و الجنوب.
 أثناء التجوال في ازدحام بين أروقة هذا الموسم، ستنسى من يرافقك الزيارة و لن تنتبه إلا لما يحيط بك في المكان، كما يمتعك العارضون بنغمات من أحواش أو أغاني الحاج بلعيد و عمر وهروش و أمنتاك ثم المهدي بن مبارك، لا مجال هنا لموسيقى الشباب، كأن في الأمر إشارة بأن الغالب على طقوس الموسم إضافة إلى التجارة هو التراث و التصوف. تنتصب الخيام كما هو مألوف في مختلف المواسم بشكل منتظم، يعرض فيها التجارة و المتجولون بضائعهم المختلفة، من أواني و ثمور و ألعاب و حلويات ثم ألبسة و حلي.
 لكن في أروقة موسم بن يعقوب ستجد أشياء أخرى،  الحاج أبعقيل يشهر بنفسه كبارع و متخصص في التداوي بالاعشاب و علاج جميع الأمراض و السحر، كما ستجبر للتوقف لحظة أمام المسيح و هو يداعب الثعابين و الناس يهمسون في أحشائهم قائلين "تسليم"، و غير بعيد بائع "القطران" يقول أنه من أولوز، و لا يتردد بدوره في شرح طريقة استخلاص تللك المادة من شجر العرعار، أما بائعو الجوز الهندي فعددهم لا يعد و لا يحصى، إضافة إلى نساء يمتهن كل شيء،  ثم محترفو الشواء و جزارون بارعون في ترويج جميع أنواع اللحوم، بعضهم تنفر منه النفوس إذ لا يعيرون أي اهتمام لنظافة المكان، فقد يحمل السيجارة بيده و هو يحضر لك ما تحتاجه من الكيلوغراماتِ، و ربما لأننا قدمنا للموسم في اليوم ما قبل الأخير فأسعار البيع على العموم كانت في المتناول، عكس ما علمناه من كونها ترتفع إلى مستويات صاروخية.
 أكثر ما يهيمن على فعاليات موسم الولي الصالح محمد بن يعقوب هو التصوف، فلا فروسية و لا أنشطة ثقافية و لا فنون شعبية، هنا سترى عن قرب رجالات التصوف المشهورين في سوس، كالحاج الطيب الشيخ القادم من زاويته ب"إمي ن وداي"، و هو يرافق وفد الوالي و يمر بين العموم بمرافقه شخصين، تبدو هذه الشخصية محترمة جدا إلى حد التقديس، الكل يهتف باسمه و يتهافت الناس على تحيته بل تقبيل يديه أحيانا.
   كما تساق الذبائح من كل الأصناف تبركا إلى هاذين المقامين، فمن العادة أن تستقدم كل القبائل المتوافدة هداياها إلى الولي الصالح، من أبقار مختلفة الأحجام يبعث بها أطر و سياسيون معروفون من بينهم محمد ساجد عمدة مدينة الدار البيضاء، و الشيخ الصوفي المذكور الحاج الطيب، خصص لهذه الذبائح  مكان مسيج للقيام بمراسيم الذبح بجوار من الضريح، أما رؤوس الماعز و الأغنام فيتم ذبحها في مكان مخصص لذلك داخل الزاوية، و يقال عند أهل إمي ن تاتلت أن زيارة الموسم لا تكتمل إلا بقدومك إلى مقر هذه الزاوية حيث يلزمك قبل الانصراف أخد قليل من الملح أو التمر أو الكسكس المعروضة هناك تبركا.
غريب أمر هذا المكان فلحظة وصولنا كان الجو حارا و الشمس ملتهبة، لكن حوالي الساعة 14:30 لاحظنا كيف بدأت السماء تتلون بغيوم يليها دوي رعد لا يتوقف و سرعان ما تبعه تهاطل للأمطار لمدة ساعة كاملة، اضطرت السلطات لإخبار العارضين بأخذ الحيطة و الحدر لأن هناك احتمال فيضان الوادي الذي يقسم الدوار إلى نصفين، و تحاديه خيامهم و أروقتهم. صحيح أنه منذ الخروج من أقا يغان في اتجاه بن يعقوب تحس بالمعطيات الطبيعية تتغير و تختلف مقارنة مع باقي مناطق طاطا، التربة و شكل الجبال و المناخ و كذا الغطاء النباتي، الروايات المحلية تفسر هذا التغير المفاجئ في أحوال الطقس روحانيا، بكون هطول المطر عادة تلازم الموسم، و غالبا ما يقع ذلك في الأيام الاخيرة، و يعني إنذارا  بالوداع و انتهاء مدة الزيارة.

الموسم الديني " تعلات






يحج أزيد من 10000 إمام وفقيه وطالب علم قادمين من  مختلف المساجد و المدارس  العتيقة  بسوس، للمشاركة في فعاليات الموسم السنوي للوالية الصالحة " تعلات " الذي يقام بالجماعة القروية" تسكدلت " بإقليم اشتوكة أيت بها ، كما يقصده الزوار من مختلف مناطق المغرب وحتى خارجه لاسيما العائلات المنحدرة  من مناطق الإقليم .

للا تعلات :
ينسب هذا الموسم للولية الصالحة فاطمة بنت محمد من بني علا الهلالية. وعرف عنها رحمها الله الصلاح والتقوى حتى عرفت برابعة زمانها ، ووصفت السيدة تعلات  من طرف من أرخوا لسيرتها على أنها: «عالمة عجيبة الحال، من الصالحات القانتات الصابرات الخاشعات، الذاكرات لله كثيرا، العابدات. انتشر صيتها، وعم بلاد سوس والغرب، وأثنى عليها الناس، ذاع ذكرها بالولاية والصلاح عند الخاصة والعامة، وتحكى عنها كرامات كثيرة، وشهد لها بذلك أكابر العلماء العاملين وأهل الخير والمحبة والدين، من ذلك أن الشيخ العالم، سيدي امحمد بن الصالح، الملقب بالمُعطى البجعدي كتب إليها يسلم عليها ويطلب منها الدعاء.
وقال عنها الفقيه محمد بن أحمد البوقدوري: «ومن كرامات هذه الولية الصالحة أن الفقراء الناصرين يزورونها كل عام في أول فبراير، فإن أجدبت السنة صلوا صلاة الاستسقاء، وإلا فلا. وكانوا يبيتون فيها ليلة الجمعة، ويحيون تلك الليلة بالذكر والمذاكرة.
توفيت رحمها الله عن سن يناهز مائة سنة (1207 هجرية) . ثم بعد وفاتها بسنوات بدأ الناس يتوافدون الى مكان دفنها حسب بعض الروايات.
ومنذ تأسيسه ، عام خمسة وخمسين ومائتين وألف من الهجرة  كما أشارت إلى ذلك بعض الكتابات التاريخية، يشهد الموسم عكوف حملة القرآن الكريم على القراءة  ليلا ونهارا، لا سيما ليلة الجمعة، حيث يحيونها بالترتيل  بـطريقة «تحزابت» من صلاة العشاء إلى صلاة الصبح.
موسم تعلات في ظل الربيعين

 ورغم  أن موسم تعلات يقام على أبواب فصل الربيع، إلا أن قلة التساقطات المطرية في السنوات الأخيرة خلال الأشهر فبراير ومارس، جعلت زواره في السنوات الأخيرة يفتقدون اخضرار الطبيعة  بالشكل الذي عهدوه من قبل حيث تضفي استراحة الأفراد والعائلات ، لتناول الشاي والطعام في الهواء الطلق تحت أشجار الأركان، قيمة مضافة  و لمسة نوعية لزيارة الموسم. 







2 ردود الأفعال :

من هو الولي الصالح محمد بن يعقوب التاتلتي أݣرام ليست له سيرة ذاتية

إرسال تعليق

تعليقك هنا...................

اختر اللون الذي يناسبك