ععععععععععع

من هو الحاخام الذي يزوره اليهود المغاربة كل عام نواحي تارودانت


على بعد 45 كيلومترا، إلى الجنوب من مدينة تارودانت، و بالضبط بمقبرة أغزو نباهمو المتواجدة بجماعة تنزرت إقليم تارودانت، يتوافد المئات من اليهود القادمين من عدة دول، إلى جانب المقيمين منهم بالمغرب، لتخليد ذكرى وفاة الحاخام “دافيد بن باروخ هاكوهين” تزامنا مع احتفالات الهيلولة الدينية.
والاحتفاء بليلة الهيلولة يتم في يوم 3 طبيبط حسب السنة القمرية اليهودية منذ أكثر من قرنين من الزمن من قبل يهود المغرب في العالم، وتصادف هذا العام ليلة الـ26 من ديسمبرالجاري(ليلة الاربعاء الخميس).
وتنطلق مراسيم الاحتفال بإيقاد 8 شمعات؛ بواقع شمعة عن كل يوم(قبل موعد الاحتفال) في “حانوكا” (مجسم في ساحة الضريح به تسع شمعات)، أما التاسعة فتوقد ليلة الهيلولة.
في الهيلولة تمارس طقوس دينية تتمثل في التعبد والترحم والتبرك بروح دفين الضريح “دافيد بن باروخ”، حسب مراسل “الأناضول”.
وقال الحاخام ألبير داغون، مكلف بالتواصل والتنظيم لدى الطائفة اليهودية المغربية، للأناضول إن “أكثر من 1500 يهودي ينتمون إلى إسرائيل، وأمريكا، وكندا، وفرنسا ، وإسبانيا، وفنيزويلا، وتونس، وإنجلترا، وغيرها يفدون على هذا المكان من أجل التبرك بالحاخام دافيد بن باروخ هاكوهين”.

وأضاف داغون: “بهذا الضريح وضعنا 250 غرفة رهن إشارة يهود العالم للنوم والأكل مجانا”.
وخلال موسم الهيلولة، يتم زيارة قبر الحاخام المتوفى عام 1760 ميلادية، وبجواره المقبرة التي يعود تاريخ دفن آخر يهودي بها إلى عام 1976، حسب الحاخام ألبير داغون.

ويقع الضريح على مساحة هكتار(1000 متر مربع) به ضريح الحاخام دافيد بن باروخ هاكوهين يحيط به ما يناهز 140 جثمانا لليهود من أبناء وبنات القرية، وغرف للنوم مجهزة تسع، كل واحدة تتسع لأربعة أشخاص، ومطعم كبير”.
وأضاف داغون أنه خلال كل عام “نسعى للرفع من الطاقة الاستيعابية للضريح بالنظر للأعداد المتزايدة من حجيج اليهود الذين يفدون من دول العالم للتبرك وطلب العلاج أو الاسشفاء”.

وتبدأ طقوس الهيلولة بالذبيحة التي يتطوع بها اليهود الزائرين، يشرف على عملية نحرها اليهودي المغربي موشي أحيون.
ويقول موشي أوحيون، لمراسل “الأناضول” إن “الذبيحة تختلف بحسب نوعيتها، البقرة أو الخروف يشترط فيه ذبح الودجين، أما الدجاج فليس في حكم النعائم، إذ يكفي فقط أن يقطع ودج واحد بالسكين الحاد لتكون الذبيحة المهداة للضريح جائزة”.

ولا يتوقف جواز الذبيحة عند هذا الحد، فالحاخام كبارييل دافيد هو من يراقب سلامتها وجواز استهلاكها.
وفي تصريح لمراسل الأناضول يقول الحاخام كبارييل دافيد: “بعد سلخ البهيمة أراقب أمعاءها وبطنها ورئتها إن كانت سليمة فجائز استهلاكها في الضريح، وإن كان بها عيب فإنها لا تصلح وفاسدة”.

وقبل انطلاق ليلة الهيلولة يبتدئ الموسم بوصول عائلة أحد أحفاد الحاخام “دافيد بن كوهين” إلى الضريح قبل أسبوعين من انطلاق الحفل السنوي، قصد تهيئة الأجواء، واستقبال الزوار، الذين اعتادوا المشاركة في الموسم وزيارة الضريح منذ 220 عاما، والقادمين من مختلف بقاع العالم ومن مدن المغرب.
وبحسب مراسل الأناضول، فإن كل الفضاءات بالضريح مرممة، وصباغتها حديثة، كما أن مرافق المعبد ومراقدها أصلحت بما تم تحصيله العام الماضي إثر مزايدة على شمعة أرسي ثمنها بمبلغ 18750 دولار.
وتشهد مراسيم ليلة الهيلولة، الاحتفال والدعاء والتوسل والتقرب إلى الله عن طريق هذا الولي (الحاخام)، حسب الحاخام ألبير داغون.
وخلال الافتتاح الرسمي اليوم (الأربعاء)، تلا القداس بينحاس كوهين أحد حفدة الحاخام “دافيد بن كوهين” دفين الضريح، وباللغة العبرية عبارات “الله هو العالم على الدنيا، وليس هناك من هو أكبر من الله، الله يحفظنا، ونطلب منه أن يحفظ الميتين ويتقبلهم عنده.. الله أكبر، ليس له شبيه، وأن يحفظ العائلة الملكية (المغربية) ومتطوعي المسيرة الخضراء المتوفين (نظمت بجنوب المغرب مسيرة سلمية سنة 1975 لإجلاء الاستعمار الاسباني عن الصحراء)”.
ليلة الهيلولة تعرف عدة طقوس دينية واحتفالية، أبرزها ليلة “الشعالة” (إشعال النار في كل مواقد الضريح بالشمع الأبيض فقط)، حيث يقوم الزوار بإشعال الشموع بكمية كبيرة، وإضاءة كل القبور وجنبات المقبرة والمسالك التي تؤدي إليها، مع تخصيص صندوق خاص بالمشاركين في الحفل الموسمي لجمع التبرعات بحسب حفيد دفين الضريح.
ويقول الحاخام ألبير للأناضول: “نستحضر روح الولي الطاهرة باعتباره أحد المقربين إلى الله”، مشيرا إلى “معجزات تحدث لزائري المكان”.
وروت لمراسل الأناضول اليهودية صولانج بوختال (68 سنة)، من أصل مغربي مقيمة بفرنسا، أن “سيدة يهودية قدمت من فرنسا إلى الضريح منذ 70 عاما وكانت عاقرا، مكثت في الضريح لنحو 10 أيام، وبعد عودتها إلى باريس حملت وأنجبت ابنا يهوديا أسمته دافيد”.
الابن دافيد، صار منذ ولادته مداوما على زيارة الضريح والتبرك به وتقديم الهدايا من الذبائح والمال حتى يعم خيره على من يزورونه، بحسب شهادة صولانج التي تزور هذا الضريح مذ كان عمرها 5 سنوات.

زيارة صولانج الدائمة لهذا الضريح “طلبا للشفاء وصحة الأبناء وأن يمنحنا سلام المحبة ويحفظنا ويجعلنا دائما مطمئنين”.
إلى جانب صولانج، الشيوخ والكهول اليهود يتبركون بقبر الضريح، وحتى الأطفال.

تقول الطفلة اليهودية “أوريل مويال” (13 عاما) لمراسل الأناضول: “آتي مع أسرتي من فرنسا إلى هذا الضريح منذ 3 سنوات، أطلب من الله أن يمنحنا حظوظا أفضل وأكبر في المستقبل”.
نفس المسار سار فيه الطفل يوني ألون ذي الـ16 ربيعا، اليهودي المغربي المقيم بالدار البيضاء المغربية (شمال): “آتي لزيارة هذا الضريح مع والدي تبركا به وطلبا للأمن والسلام”.

أطال الله عمركم !


بقلم عبد السلام ادير

ألا إن الكثيرين من شباب جيل السبعينيات فما فوق ،مقصرون في زيارة ارحامهم،كسلاء متقاعسون عن السؤال في احوال واخبار احبابهم ومعارفهم.
ألا إن صلة الرحم قد جاء في الحديث انها تطيل العمر.
وخيرا فعل مخترعوا وسائل التواصل الاجتماعي ،إذ قربونا من بعض احبابنا واصدقائنا واستطعنا بحمد الله متابعة اخبارهم واحوالهم،واطمئنت قلوبنا من جهتهم ولو بشكل نسبي.
لما فتحت عيني على اسرتي ومجتمعي المحيط ،وجدت الناس يحتفظون بغرف خاصة داخل البيت ،بل وبدور باكملها يتعهدونها بالتنظيف والصيانة ،ويوقرونها توقيرا ،تسمى تادوريت قديما ،تحتوي غرفا بما يمكن من الاناقة ،مفروشة بافرشة محترمة وتزين بالاثات وتعطر ويحتفظ بها مغلقة الى حين وفود وجوه عائلية تغربت،او ضيوف يستدعي الاشتياق اليهم مكان استقبال في المستوى اللائق من الراحة والاطمئنان.
تدوريت لا تختلف تصميما عن المنزل الخاص بالسكن الا من بعض الجوانب كامطبخ او المخزن ..
تبنى تادوريت بفناء اوسع مايمكن تحسبا للحفلات العائلية ،وانظف ما يمكن ،يزينه الجدران المرسومة باشجار كالنخيل باستعمال الجير و"التربة الملونة " ويتوسط الفناء "الحوض"وهو عبارة عن حفرة مربعة غالبا،تحدد باطار من الاجور على شكل سور صغير ،يستعمل هو الآخر لوضع المصباح "اللامبة" في حالة سمر عائلي صيفي. يغرس في الحوض شجرة برتقال او حامض ،وتزرع حتى الورود وانواع الرياحين..
انه الملتقى العائلي ،ووكر الذكريات الاكثر شجونا وشوقا وقدسية.
كنا نرفرف من الفرح حال عودتنا من المدرسة ،واكتشافنا للدلائل اولا بأول على وجود ضيف اواكثر في تدوريت.
دراجة نارية او عادية غير مالوفة ،بغل او بهيمة مربوطة داخل حرمات البيت،سيارة تشعشع زجاجاتها من بعيد،كل ذلك يجعلنا ،ونحن يومئذ "براهيش" نركض لنصل في اقرب وقت الى المطبخ فنجد الاهل في اهبة غير عادية وفي سرور ووئام اكثر مما مضى ،والخيرات تخرج من مستودعاتها لتثير لعابنا ،وتلهف اعيننا الصغيرة.فيقال لنا ،: <<اليوم ،ممنوع الضصارة !خذ نصيبك من الحلوى ولا تأت تتشره امام اعين الضيوف ،اذهب وسلم على عمك ،انه سأل عنك !>>
يالطيبوبة !يا لحلاوة الطرق الجميلة التقليدية في استقبال وزيارة الارحام.
كانت تادوريت بمثابة الملتقى والبناية التي لا مناص من بنائها بالنسبة للمجتمع الايكاسي على الاقل،قبل ان تعلن نفسك ساكنا. كان للضيف عند الناس اعز المراتب واكبر القيم.وكان الناس كرماء ،وذوي كرامة .
لست انوي تقديم المقارنات مع ما نعيشه اليوم ،وليس صعبا التماس ذاك الفرق لمن يعتبر تغير الاشياء وضياع قيمها مع الايام.
فمن تادوريت موقع عرش الصينية الكبيرة و"البراد" والوجوه البشوشة،ولوحات فلكلورية في المناسبات الكبرى ،إلى ما سميناه اليوم ب"الصالة"او"الصالون" يوجد تغيير واختلاف ،لا اقول ايجابي ،لكن تغيير يعكس برودة وانسلاخا عن الهوية نحو هوية لا نكاد نعرف منها سوى تقليد وبعثرة ما تركته ولملمته الاجيال الذهبية بشق النفس والروح.

إعدادية الإمام مسلم بأيت إكاس تخلد اليوم العالمي لحقوق الإنسان


تخليدا لليوم العالمي لحقوق الإنسان،الذي يصادف اليوم العاشر من دجنبر من كل سنة،وتتميما لمحطات برنامج المؤسسة للاحتفاء بالأيام الوطنية والعالمية السبعة المسطرة في برنامج العمل السنوي للمؤسسة ،تم يومه الجمعة 12 دجنبر 2014 بالقاعة متعددة الوسائط بالثانوية الاعدادية الامام مسلم بأيت إكاس،نيابة تارودانت ،تخليد هذا اليوم،من خلال تقديم عرض حول موضوع “حقوق الطفل بين البيت والمدرسة والشارع “،أشرف عليه نادي القراءة بالمؤسسة بتأطير من الأستاذ الحسن أيت حدوش… العرض كان من تقديم نخبة من التلميذات والتلاميذ من مختلف المستويات،وساهم في تنشيطه كل من الأستاذ عبد الله عبدلاوي والأستاذة فاطمة أوبلا .
وقد تناول العرض في مضمونه عدة جوانب تهم الطفل في تموقعه بين البيت والشارع والمدرسة، والتجاذبات التي تتجاذبه ،وتاثير ذلك على مساره الدراسي وعلى أدائه وتحصيله. كما شكل هذا العرض أرضية سنحت للحضور،تلميذات وتلاميذ وأطر تربوية،بفتح نقاش مستفيض حول طبيعة وأشكال العلاقات الأسرية السائدة بين التلاميذ وذويهم،من جهة،وبينهم وبين المربين من جهة أخرى،وهو الأمر الذي أغنى النقاش بشكل كبير وخرج به من إطار العرض إلى إطار أوسع يهم مختلف انشغالات وهموم المتعلمين .

الشجرة المباركة



بقلم : عبد السلام ادير
كان اجدادنا يتوخون إتقان عملهم والدقة فيه ،وكانت بلاد الاسلام تعج بعلماء ومبدعين عظماء كان الواحد منهم يمتطي الصدق والصفاء إلى حين إتمام مهامه على احسن مايرام.ومازالت منجزاتهم تتحدى الزمن وتورق فهم رواد الحضارات المتقدمة .
لا بل حتى العامة التزم اغلبهم الصدق والاخلاص في كل مناحي حياتهم ،لولا تكالب الظروف بانواعها ،ونفس الشيء إذن بالنسبة لمنطقتنا كجزء ولو صغير من تاريخ الامة.
لو نتفق على ان المرء منا اليوم ،يكاد لا يفلت عمله وتفكيره من الغش وتزيين المظهر على حساب الجوهر،ويتقاضى اجره كاملا بأقل عناء ،فإن اجدادنا البسطاء في كل شيء كانوا يعملون دون التفكير في جانب الاجرة والتركيز عليها ،وكان اتقان عملهم هو اسمى هدفهم.
جاءت الآلة بأنواعها وتقنياتها فمضت تستعبد المساحات وتنزع مهن الناس نزعا ،وتخلف البطالة ومهن الكسل والاعتماد على الغير والتقرب من ذوي الرساميل ،التي تمخضت عنها ما يمكن تسميته استعباد المال لكل لاهت ورائه واصحابه.
دخل الفلاح العجوز جنته ،واغلق من ورائه ترعة الحقل ،وانطلق يمشي ببطء يتفقد غلة اشجار زيتونه المغروسة صفوفا.كان يتوقف بين الحين والآخر ويديه وراء ظهره مشتبكتي الاصابع،وعيناه تكاد تظهر من بين تجاعيد وجهه،وعنقه يشرئب إلى فروع الاشجار. لقد أضحت الثمار توشك على النضوج ،والغلة جيدة كما كان توقع منذ بداية الربيع. 
صاحبنا من القلائل الذين مازالوا يعتنون بالشجرة المباركة ،ويفهمون في طرق رعايتها،ويحتفظون باسرار معرفية قديمة في هذا الشأن ،شانه شأن القدامى الذين كانوا يستعينون بالمنازل الفلكية وملاحظة الظواهر للتنبؤ بعطاء كل عام فلاحي على حدة.
وكان الناس توارثوا علوما في الزراعة والبنيان والطب وكل شيء .لم يندثر بل تمكنت الحضارات الغازية من سلب اغلبه واستغلاله بطرق مختلفة ولاهداف مختلفة.
في منطقتي ،يشكل الزيتون منتوجا محليا قديما ،،وكانت العمليات المتصلة به ،من الغرس حتى الجني والتعصير تشغل أيادي عاملة محلية ،ومهارات تقليدية لكنها دقيقة .ولا يخلوا خزان الذكريات عند اي منا، مما عاشه مع مراحل العناية بالزيتون والجني.
وتمثل مرحلة الطفولة اغنى مجمع للذكريات التي تابى الانصياع للنسيان.
يكون الموعد مع جني ثمار الزيتون عادة في عز الشتاء ،فتدب في البيت حركة استثنائية حين ينهض الجميع في ساعات الصباح الباردة وفي ايديهم اواني لتجميع الثمار. حتى الجدة العجوز والصبي محمولا على ظهر امه يظل في الحقل وتنال "الجريحة "من خذوذه لتحمر كالورد، ويكفي حضور الجد او الجدة لتقوية العزائم.والبلاء في العمل. 
ذكور واناث ،انها فرصة لاعادة الثقة والتلاحم بين افراد الاسرة وتوحيد احلامهم. وحتى الطعام يؤتى به الى عين المكان فيظل الناس في عملهم كانهم في نزهة عائلية.
يقتضي صعود وتسلق اشجار الزيتون وعملية "السوس" ايادي كفؤة وذات صبر وخبرة ولهذه المهمة يعتمد على استخدام محترفين ، هم اصلا يفدون على مناطق الزيتون من بلدان مختلفة .وخاصة من اعالي الجبال حيث حقول الجوز واللوز التي تقطف بنفس اساليب قطف الزيتون. فيستعان بهم ،وهم يستعملون العصي المختلفة الطول يضرب بها على فروع الشجرة لتتخلص من الثمار. وتبقى مهمة الالتقاط والجمع على باقي افراد الاسرة .
كنا اطفالا ،وكنا نستمتع كثيرا ونحن نساعد الكبار ،الذين كانوا يستحسنون عملنا تارة .عندما يمتلئ دلو او قفة ثمارا ناخذها الى مكان التجميع ،وطورا تزعجهم بلعبنا ولامبالاتنا بالعمل. كانت تنصب افرشة حصير تحت الاشجار اثناء العملية تجنبا لسقوط وضياع الثمار بين الاعشاب والاشواك..كنا نستمتع باصوات الموهوبين من الجبليين ،لما يتناوبون الغناء ،شعرا امازيغيا ،بريئا وشجيا ،تستحسنه المسامع بمختلف اعمارها،وكم كنا ونحن في الحقل نفرح حينما يحضر الطعام ،ويجتمع الكل حول "طاجين "دافئ بالخضر واللحم والزيتون الاخضر ،الذي تحضره النساء مسبقا .
تكون نهاية يوم العمل عند الغروب ،فيعود الكل للراحة بعد وجبة العشاء ."بيصارة بزيت العود الجديدة والفلفلة الحارة " وخبز التنور .
إلا الأب أو العم يمتد عمله الى حيث ايصال غلة الزيتون الى المعصرة التقليدية ،بواسطة دواب ،وتمة مجال لذكريات اخرى لن اتمكن في هذا المقال من الاشارة اليها إلا لاحقا إن شاء الله.

مدرسة الغابة



بقلم : عبد السلام ادير
كنا جماعة نستظل بشجرة اركان ،داخل غابة اخوربي نحمو" ،وكانت الحرارة على اشدها،والعطش" بنوعيه " كان هو موضوع الحديث بيننا. كنا خمسة فتيان ،وبيننا اثنان بالغان لا يفتران عن لغو العزوبية ،يعلماننا مبادئ العلاقات مع نساء الغرام. 
كانت بداية تربيتنا متأثرة بحياة الغابة وكانت مهنة الرعي مهنة الاغلبية في باديتنا ،تعد المتنفس الوحيد للتعبير ،والمدرسة الاولى التي تخرجت منها اجيال في المنطقة ،ومازلنا بصدد ممانعة آثارها السلبية على عقليات كثيرين منا حتى اليوم.
كان الولد يخرج مع ابيه او اخيه الاكبر او ابن جاره ليرعيا قطيع الغنم والماعز ،اليوم باكمله،وفي كل الظروف المناخية ،ولم يكن التمدرس مثلا يعتبر الا حلما بعيد المنال.ومشروطا بالحظ.
كنا نخرج باغنامنا فرادى او في جماعات ،نظل نمرح ونلهو ونتعلم من الطبيعة وكلام الكبار.بصالحه وطالحه. ولم يكن تعلم كلام اللغو والايباحي ليعدم وسائل ومعلمين متطوعين آنذاك. لازلت أذكر كيف تفاجأت واستغربت لما رافقني الوالد الى المدرسة وعمري ثمان ونصف ،من المشهد الجديد الذي وجدت امامي .
اولاد كبار بلحاهم في مستوى الخامس، وآخرون كنت اعرفهم في الغابة ،كنت اتسائل كيف تخلصوا من واجب وحياة الرعي اليومي واتوا الى المدرسة؟ إنه تغيير عميق حصل لي ولهم في حياتنا ،فبدل الفوضى العبثية والفرعونية التي كانت تلزم سلوكنا واخلاقنا لمدة وجدنا امامنا نظاما مضبوطا ،واوامر مرنة ،وافكارا وكلاما يكتب بالطبشورة ،سرنا إذن ننضبط ونتخلص من رواسب الحياة الرعوية،وانتقلنا عبر السنين وعبر الاقسام بل ونجح بعضنا والحمد لله كما نرى اليوم ، والحمد له على اثر نعمة المدرسة على العباد.
في الغابة ،تصفير وصراخ،مبارزات عشوائية،وكلام نابي،وحركات عبثية،و عدم احترام الغير ،وامثلة للتسكع ترافق النهار الطويل داخل غابة ،لا مدير فيها ولا مربي.
كنا نلعب الحجارة ،والحفيرات وغيرها ،وكنا بسبب الحرارة في استرخاء وفعلت قطعاننا مثلنا تاخذ قيلولتها في الظلال المجاورة.
ضرب احد الكبيرين بعصاه حجرة نابتة في حركة متحديا كلام زميله ،وكان الحديث بالضبط عن النساء والفحولة :
<<اقسم بالله إنني رجل ولا اخاف من النساء ،ولو مرت بجانبنا مثلا امرأة الآن لما افلتت من رغبتي ،ولو إكراها .ولن تستطيع فعل اي شيء ،ولن يدافع عنها احد في الغابة الموحشة ،فما الذي اتى بها هنا؟.>>
والحق ان حديث الاثنين لو لم يتعد موضوع اغتصاب النسوان ،لبقينا معهما للاستئناس بتجاربهما ،لكن حمى البلوغ في عيني المراهقين وتهورهما في اختيار الفاظهما،جعلتنا ننسحب نحن الصغار، نجاة بانفسنا قبل ان يخوضا في حديث غيره. غيرنا مكان جلوسنا ،واخترعنا لعبا وموضوعا خاصا بنا وابتعدنا عنهما ،

وفيما نحن لاهين باللعب ،غير مكترثين حتى وقف علينا رجل طويل القامة ،يبدو عليه الاعياء،يجر دراجة هوائية مفرغة الاطارين، فسلم وطلب ماء،فاعطيناه القربة وعب نصفها قبل ان يتنفس ويسترجع الذاكرة ويحدق في وجوهنا،ثم يسال :<< إساون إيلبي أول تباين يات تمهانت تزرلي عي ؟ !>> انه يسال عن زوجته هربت من البيت.
فاجبنا بالنفي ،وكان قد راى الآخرين فتركنا وقصدهما ،ليطرح نفس السؤال بالتاكيد.
كان الرجل يسأل عن زوجته ،هربت من بيت الزوجية وقصدت مشيا وسط الغابة بيت ابيها على سفح الجبل مسافة 12 كيلمترا .
وكانت الزوجة عند اغلبنا ،الى عهد قريب تتعرض للتعنيف والضرب من طرف زوجها ،ولم يكن يجيرها من جبروت الرجال الا الفرار بجلدها.
لما ذهب الرجل وتابع طريقه ،اتانا احد اليافعين ،وهويضرب على يديه متأسفا على الطريدة التي مرت للتو بجانب مكان وجودنا،وكيف لم يفطن اليها.ولما تفقدنا آثار ها كانت واضحة وتبث انها بالفعل مضت بجانبنا ونجت باعجوبة من ذينك الذئبين البشريين.

من تخريجات اواخر الليل


بقلم : عبد السلام ادير
إن بين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر صنفان : فريق نوى الامر والنهي حقيقة وايمانا فاصطدم بتعقيدات اجتماعية ،لم يشأ أن يورط فيها نفسه وماله وعرضه فانكتم وتجاوز رمي نفسه في التهلكة فألغى تنفيذ قصده بيده ولسانه وغض الطرف وفي صدره اسف وحسرة وأمل مع ذلك.
أما الصنف الثاني ،شخص لمس العطب في المجتمع ،واستنكر ماتراه عينه وانخرط في الدفاع عما يبدوا حقا ومعروفا ،واستنهض الهمم لمحاربة المناكر ،الا أنه وجد نفسه عرضة لفخاخ نصبت في طريقه ،وهو لا يعلم عن مصادرها والغازها واصحابها شيئا. فانهزم مكرها واستسلم اخيرا للامر الواقع ،بل واصبح شريكا في تلك التي سماها مناكرا وهم بمحاربتها.
ومن ذات الصنفين اعلاه ،نعاين كل يوم عندنا ،الكثير من شبا بنا وهو متحمس للعب ادوار إصلاح مجتمعنا ،كل حسب ثقافته وموقعه ،وحسب سنه وتجربته وكذا تأثره بنماذج وافدة أو مختلقة محليا.وبتيارات فكرية وعقائدية معينة.
وقف المحجوب متكئا على دراجته ،قبالة باب سوق الاربعاء ،وعيناه تائهتان ،متلصصتان لتقاسيم فتيات يافعات ،خرجن للتو من الثانوية ومررن عبر شارع السوق الرئيسية ،عائدات إلى بيوتهن في مجموعات.
كان الشاب يبدوا عليه الاستنكار ،يضغط على شفتيه ممددا قطر شفتيه،ويقول :لاحول ولا قوة الا بالله .ياله من منكر.لكني رايت انه ،وفي نفس الوقت تأبى عينيه الزيغان عن متابعة حركات الشابات من الخلف وسحر مشيتهن .ولو كان يملك قدرة تحويل بصره الى شباك وحبال ،لفعل.
-< واسي المحجوب ،الرجوع لله ! راك والد بنات كدهوم !؟>
-< الله يعطيهوم بوتليس ،ويعطيه حتى دوك لي خلاوهوم يخرجو بهاد اللبسة.
تواخر الزمان ،ميحشمو مايرمشو !بناتي انا ما كاين غير الحجاب .وا شكون دابا لي باغي يتزوج بحال هاد النوع ،العرا والضيق والصباغة بحال النصارى.؟
راه حتى الرجالة ماباقيين .>.
واذ نحن واقفين ،وانا استدرجه لنبتعد عن ممر التلاميذ، وقفت علينا إحدى التلميذات طليقة الشعر مليحة الملامح ،تلبس احد تلك السراويل الملتصقة مع لباسها المدرسي (طابلية بيضاء ),مفتوحة الازرار ،تبيح النظر الى مفاتن بطنها وفخذيها، وصدر لا يمنع تصور حدود نهديها في اول نظرة.(هذا يكفي..هه).
فقالت :السلام عليكم،ولم تمد يدها لصديقي الذي ،كأنه صعق ،ومد يده بعفوية منتظرا لثوان أن تصافحه ،فسحبها نادما،حينما علم انني فطنت له.
رددنا السلام ،وقالت :واش نتا هو المحجوب ياك ،؟ فارتبك واجاب بعقل سارح :نعم .فزادت: < واش نتا والد فلانة ؟ > (وتعني زميلة لها في الثانوية)،فاجاب :نعم ، فمدت اليه دفترا ،وقالت :انه دفتر ابنتك نسيته في الفصل.
<الله يرضي عليك يا بنتي ،الله يرحم والديك.>!
اخذ منها الدفتر ،ولما ارتبكت يداه قليلا وانفتحت الاوراق بفعل الريح ،وتقلبت بعض الاوراق لتتوقف صدفة عند صفحة مختلفة من حيث نمط الكتابة ومتباعدة بشكل يثير ملاحظتها .
انصرفت الفتاة ،وطبعا أبطأ المحجوب في جمع واغلاق دفتره لعدم تركيزه بما يكفي ،فكان الوقت كافيا لأ لاحظ ما تحويه تلك الصفحة :رسم قلب يخترقه سيف ومكتوب اسم بنت صديقي، وجنبه اسم لعشيق محتمل ،بينهما قليب اصغر على سطح السيف ،واسفل ذلك بعض الكتابة الرقيقة والرموز غير المفهومة .
الحق انني لم اكن مهتما بما كتب على تلك الصفحة لولا الصدفة والحق في النظرة الاولى.وسابق تجربتي في التفنن في رسائل الغرام المشفرة ايام المراهقة .
لم اخبر صديقي ابدا بملاحظتي ،ولن افعل ،و لم يكن ليلحظ اي شيء ،لسبب اميته،رغم ان اذنيه تظل ملتصقة بمذياع صغير ،تفقه بواسطته في كثير من الامور ..
أحالتني قصة المحجوب إلى موضوع ،هو حديث ذوي الاهتمام هذه الايام،يتداول على صعيد العالم ويتعلق بمحاربة العنف ضد النساء.
لا عيب ان يدلو المرء بدلوه في المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين فئات المجتمع،حتى ولو كان على بصيص من الثقافة وإعمال المنطق السليم في تحليلاته للاشياء.بشرط ان يترك الحكم النهائي لمن له سبق ،وتفوق في الميدان.
نلتقي كل يوم شبابا من عموم الرجال،تحولوا الى وعاض ومصدري فتاوى ،ولهم حججهم ودوافعهم ولا يجب علينا لومهم ،وآخرون تحولوا إلى مفسدين ،رغما عنهم وبدون شعور منهم ،وهم كذلك لهم اسبابهم وانطلاقاتهم،وليس علينا التسرع لتيئيسهم من رحمة الله اوتكفيرهم ،فالدين ينظر الينا كإخوة وكمسلمين بالنصيحة والسلامة من الاذى.والتاكد من النبأ. والدعوة بالتي هي احسن .
كذلك الأمر من جهة الشابات وعموم النسوة منهن من يبحن اللباس المغري مثلا،وينظرن الى الحرية بمنظور خاص،ومنهن من يحبدن الغطاء واخفاء مغريات اجسادهن ،والحذر من عيون الرجال.
ليس المجال هنا لانتقاد طائفة او ترجيح اخرى ،لأن الموضوع يكاد يستنفذه الباحثون والفقهاء والمفكرون لكثرة تداوله دون نتيجة حاسمة حتى اليوم، لكن من حقنا ،ربما التساؤل :
هل نتقبل مجتمعنا كما هو عليه في انتظار تحسنه مع المستقبل، ؟ هل ننخرط في معركة مستنفذة وخاسرة ونظل في معارضة مغلوبة الى مالانهاية من اجل تغيير الاوضاع الاجتماعية كما نتصور ونريد ؟
فلو اكتفينا بموضوع التحرش الجنسي لوحده مثلا ،او المخدرات،اوالسرقات،وحاولنا مكافحة كل موبقة على حدة ،فلن نخرج بالنتيجة المرجوة الا بامرين:
الابقاء على الامور الواقعة كما هي درءا للمس بالسلم الاجتماعي،وبرائة الاجيال الصاعدة،ريثما ننكب على ايجاد مخارج آمنة للجميع،
وثاني الامرين : البحث الاكاديمي العميق عن اسباب الخلل في عدم رضا شبابنا عن واقعه.واخراجه من يأسه وضعف صبره،
فتبادل اللوم لن يفيد في أي تقدم سلمي دون الرجوع إلى الأسباب التاريخية والسياسية والمعرفية وحتى الطبيعية الانسانية والفطرية التي تفاعلت فتمخض عنها هذا الوليد المخضرم المعقد الذي هو مجتمعنا.ولن يتاتى هذا قريبا لان امام شبابنا الكثير من واجب التعلم والتثقف والصبر.

الذكريات الموجعة



بقلم : عبد الله أيت
هاهى ذي امى تقف على باب الوطن، تودعونى بوصاياها الدائمة، عندك ايوى عبدالله فكغك الرضا. افترقنا اذن، و دخلنا يومها دهاليز الغربة، هى ستعيش غربة فى وطن ليس و طنها، وانا فى وطنى كأنه غربة ، و ما احقر ان تعيش فى وطنك وانت فيه غريب، غريب عن اهلك غريب عن اعز و اقراب التاس اليك. لكنها ارادة الزمن و مشيئة القدر.
سنة مرة على و قوفها على باب الوطن تدرف دمعة و داع لابنها، سنة مرة على ذالك السفر، على ذالك اللقاء، ذالك الوداع، نظرت اليها يومها، كانت اجمل نساء العالم، احلى وارقى نساء العالمين.
فى ذالك الموقف ثلعثم الكلمات، ثلعثم النظرات. انه قانون الفراق، وطقوس الوداع.
كلما دخل شهر ديسمبر، شهر الفراق، شهر النهايات، شهر تقيم الذكريات
ارجع بالذاكرة الى الوراء تلسعنى نارها الموجعة، نار الوحدة، نار الاشتياق، التى سجلت على دفاتر الزمن كحادتة كانت و لازالت فى واقعى. لكم كم اكره ليالى الوحدة و الفراق. عندما أستلقى على سريرى ، اخدت الوجوه و الاسماء تتراقص فى ذاكراتى، ملامح امى، ووجابتها اللذيذة، تذكرت حضور ابى و مواعضه الدائمة، تذكرت اخوانى و ابتسامتهم الصادقة، تذكرت دهاليز بيتنا الذي اصبح و حيدا خاويا على عروشه، تذكرت... نفسى وحيدا و بكيت
بكيت!! ... بكيت وبكيت و بكيت.. انا حقا لا اتذكر متى اخر مرة بكيت فيها بأستثناء المرات القليلة التى ابكنى فيها طفل فلسطين فقد امه فى العدوان الاخير على غزة يصرخ هذا الطفل و لم يهداء له البال حتى وضعوه بجانب امه الشهيدة. انا لا ابكى كثيرا، لأن البكاء من شيم الاطفال و النساء!! هكذا علمنى مجتمعى الذكوري ايام كنت صبيا، لكن اليوم اكفرت بهذه التعاليم، و اصبحت كطفل المظروب ، اشهق بكاء. ابكى ذكريات الزمن الضاءع . أحاول عبثا طرد هاته الذكرايات حتى لا ابكى، و افكر فى ذالك المستقبل الذى كان يشغلنى اصبح هو ايضا ضبابيا، كلما حاولت التفكير به لا يسعفنى عقلى تتعطل حواسى و تتسارع افكار سوداء غامضة فى ذهنى ثم تختفى بسرعة البرق قبل ان اتمكن من فك رموزها. اصبحت امضى ساعات يومى صامتا . سارحا بعيدا عن هذا العالم .. لا افكر في شىء و لا احقق سوى فى الوحدة. ما عدت افرح فأضحك.. او أحزن فأبكى. او اغضب فأصرخ .. ما عد شىء يستفزنى ... اصبحت جامد .. لا اشعر بشىء. اقتات، أرتوي، و أنام.. شأن شأن "الكائنات الحية" التى تثقل هذا الكون لا اذكر اخر مرة شعرت فيها بالجوع او بالعطش او حتى العياء.. تبلدت كل احاسيس و اصبحت هيكلا بدون روح. بسب الذكريات تركوها حين حملوا حقاءبهم و درفوا دمعة الوداع لي و لاحبابهم، على أمل اللقاء.. اه اه يا ذكريات تبعثرث على طرقات السنين و تركت رساءل على باب الزمن. فيها، الم، و شوق، و فرح عشتها بدونهم و لم اشترك فيها معهم...... يكفى!.. كفى ما عدت اقوى على شىء..و لا اريد شيئا سوى ان اراك يا امى، وانتهى من الذكريات الموجعة و من براثن الوحدة الموحشة. اريد ان اراك يا امى و انتهى من و طن كأنه غربة.

رئيسة جماعة أولاد عيسى تدلي بتصريحات غريبة



تفاجأت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بجماعة أولاد عيسى بتصريحات غريبة لرئيسة الجماعة في لقاء تم استدعاؤهم اليه قصد مدارسة مخلفات الامطار والاضرار التي أصابت الساكنة.
وحسب تصريح لأحد الحاضرين، فاللقاء الذي عقد بقاعة الاجتماعات بمقر جماعة أولاد عيسى حسمت الرئيسية مند بداية اللقاء في موضوع اصلاح مخلفات الامطار ان الجماعة لا تملك اي موارد لهذه العملية وان اللقاء لا يعدو ان يكون جلسة استماع فقط، و بطريقة غريبة دفعت بالحضور الى طلب المساعدة ممن كانوا الى عهد قريب ضدها قاصدة صاحب المقلع و ذكرت بعض المستشارين الذين يتهجمون عليها في الدورات ويتهمونها على حد قولها. اللقاء خصصت فيه الرئيسية جانبا مهما من الوقت انتقدت فيه خصومها وخصصت بالقول صاحب مقلع أبهاج و تحدتث عن كونها محاربة من جهات عديدة بما فيها السلطة الاولى في الاقليم، كما اشارت بشكل عفوي الى ان صاحب المقلع تهجم على زوجها رئيس بلدية اكادير لكون هذا الاخير – حسب قولها -حاول عرقلة صفقة المستشفى الجامعي التي رست على شركة المقاول البهجة.
احد الحاضرين في لقاء النصائح السياسية وصف الأمر كأنهم كانوا في مقر حزب سياسي وليس مقر جماعة تقدم الخدمات للمواطنين، وقال ان من بين النصائح ان الرئيسية توجهت لأحد الحضور (رئيس جمعية) طالبة منه ان يترشح في الانتخابات القادمة ليعوض المرشح الحالي لدائرة زاوية بنعبو الذي نعتته بانه هرم ولم يعد قادرا على العمل كمستشار.
الرئيسية التي كانت غائبة طوال فترة الفيضانات والامطار استغربت الجمعيات ان تتحدث بهذا النفس في سياق مأساوي تحتاج فيه الساكنة الى تقديم المساعدة عوض تقديم نصائح سياسية و ردود انفعالات.
المصدر : سوس24

حين تحتوي اللقمة عظما



عبد السلام ادير:
اعتصم وأضرب عن العمل ،وسار يقضي لياليه مختبئا في مخزن التبن، مجاورا دجاجة كانت هي الاخرى تحضن دزينة من البيض تدفئها بحرارة جسمها،في ظلام المخزن .
كان الطقس شتاء ،وقد اتخذ "لعربي" قراره بالاعتصام ،بعد أن مل من النوم وحيدا كل هذه السنوات ولا من فكر في مطالبه .لقد بلغ الثلاثين وطال شاربه بما يكفي ليطالب بالزواج، انه يتيم الاب واصغر اخوته الذين تمكنوا من اغتنام فرصة حياة والدهم فتزوجوا على حساب مال ابيهم، ولكل منهم اولاد.بينما العربي تجاهلته الظروف ،ومات ابوه قبل ان يزوجه.تفرق الاخوة كل بشؤونه وتركوه في بيت الوالد مع امه.لقد عمل طول حياته يكد ويعرق ،والآخرون استفادوا من تعبه ،وترك منسيا.
أقسم العربي الا يطلب من احد شيئا ،طالما ان لا احد يكترث لحاله ويدفئ لياليه بزوجة جديرة بمرافقته ورؤوفة لحاله.
لم يبرح لعربي مخبأه حتى حارت والدته في مكان غيابه كل ليلة منذ حل الشتاء .ولقد كشفته اخيرا حينما توغلت في المخزن <الهري> ،تتفقد موعد تفريخ دجاجتها ،
فألحت عليه وافرغت على اعصابه علامات استفهام عديدة فاعترف وعبر لها بعريضة من المطالب والاستنكار لتجاهل حاله واحتقاره.
فألفت الأم في شكوى ابنها الصغير صدقا وحججا لا تقهر ،فجعلت في اعلى لائحة اجندتها للغد تزويج ابنها مهما كلف الامر.رغم ان الام عادة لاتتسرع في تزويج آخر العنقود ،إذ لا تتحمل بسهولة أن تراه بين يدي امراة اخرى وحينها تجد نفسها مستقيلة من الامومة نهائيا.
تزوج لعربي وازدادت قوته وازداد ايمانه وانفتحت بشرته ،ودخل القفص اخيرا ،واطمئن لعمله الذي لن يدهب سدى ونسيانا.
زواج كلف معزة وجبة صوف جديدة وبضع ريالات مهرا.
لم يحتج لعربي لمنشطات ولا لتكوين حيث حملت زوجته منذ العام الاول.
رزقا طفلا ،وتكفلت جدته بتسميته.
لم يولد الطفل داخل مصحة ولا رأت امه طبيبا. نودي على احدى الجارات وتمت الولادة على حصير sec وفي غرفة طينية بما لها وماعليها ،كل شيء طبيعي ،لا حاجة لتكييف هواء ولا شراء دواء ،خرج المولود يصرخ ويذغذغ حلمة الثدي يستزيد الحليب.
ترعرع الصبي في ظروف افغانية قاسية وابوه يقر به عينا ،وان كان لايكفيه عددا. لعق الطفل التراب ،ومرض وشفي،وتركته امه للصراخ ساعات حتى يسكت تلقائيا ،حملته على ظهرها شهورا واطعمته كل شيء من الطبيعة.لم يعرف لقاحا في حياته ولا شوكة.تعرض للاخطار كلها ومع ذلك ترعرع وخرج يلقى اقرانه.
تعلم الدروس الاولية على يد الام والجدة ،وبعدهما خرج مع الوالد راعيا غنما ،او باحثا عن كلأ اوجلبا للماء اوذاهبا للمسجد. كان ابوه رغم اميته يرى لابنه مستقبلا وذكرا .
أخذه الى المدرسة التي بنيت توا بعد الاستقلال ،اشترى له دفترا ولوحة بدون محفظة.
تعلم اشياء في المدرسة .كتابة اسمه واسم ابيه ودواره ومنطقته. تعلم مبادئ الوطنية واحب عن صدق قياديي البلاد ورسم الراية المغربية باقلامه الملونة الرخيصة .حفظ نشيد تحية العلم ،واخضع نفسه للتربية العصرية،وعرف حدود بلاده وعواصم كثير من البلدان،
سار للغلام عناية واهتمام بكل ما يدور حوله وقرأ وتعلم القوانين ،وشارك بحماس في كل الانتخابات ،وعرف مصلحة منطقته وتاريخ اجداده ،ولغاتهم ونضالاتهم تحت حكم السلاطين والملوك المتوالين على عرش المغرب.
ولكم كانت فرحته وفخره عميقين لما شاهد الملك محمد السادس يزور منطقته ايت ايكاس ويدشن فيها المشاريع ويشرفها بطلعته.
وللتذكير فقد شهدت هذه المنطقة بالذات مشاريع لمحمد الخامس تمثلت في المدارس الاولى والطرق وبعده المغفور الحسن الثاني في المشاريع الفلاحية وغيرها..ونعود الى الموضوع :
إلى أن خرجت الدجاجة للمرة الخمسمائة من مخبئها تتبعها كتاكيتها المزخرفة بالالوان الناعمة ،وكانت قد نخرت عظام الجدة ومن قبلها تحت التراب ،ومضت قرون على استقرارنا بالمنطقة إذا بشخصية غريبة لا يعرف لها أصل ولا بلد ، تدعي أصلية ملكيتها لمنطقة شاسعة (ثلث مساحة ايت ايكاس ) ،وتدعي انها تملك وثائق من عهد الفنيقيين تثبت احقيتها في وراثة كل تلك المساحة.هكذا ،وقد هددت مرارا هذه الجهة المجهولة بتحفيظ ثلث ايت ايكاس، الى ان احدثت مرارا ضجات وبلبلة بين السكان .
فهل منا من سمع او عرف عن هذه الجهة خبرا ،وهل سمعتم من قبل من القدامى ب إسم "أماخير " الذي يدعي حقوقا في منطقة ايت ايكاس ؟

اختر اللون الذي يناسبك