ععععععععععع

من هو الحاخام الذي يزوره اليهود المغاربة كل عام نواحي تارودانت


على بعد 45 كيلومترا، إلى الجنوب من مدينة تارودانت، و بالضبط بمقبرة أغزو نباهمو المتواجدة بجماعة تنزرت إقليم تارودانت، يتوافد المئات من اليهود القادمين من عدة دول، إلى جانب المقيمين منهم بالمغرب، لتخليد ذكرى وفاة الحاخام “دافيد بن باروخ هاكوهين” تزامنا مع احتفالات الهيلولة الدينية.
والاحتفاء بليلة الهيلولة يتم في يوم 3 طبيبط حسب السنة القمرية اليهودية منذ أكثر من قرنين من الزمن من قبل يهود المغرب في العالم، وتصادف هذا العام ليلة الـ26 من ديسمبرالجاري(ليلة الاربعاء الخميس).
وتنطلق مراسيم الاحتفال بإيقاد 8 شمعات؛ بواقع شمعة عن كل يوم(قبل موعد الاحتفال) في “حانوكا” (مجسم في ساحة الضريح به تسع شمعات)، أما التاسعة فتوقد ليلة الهيلولة.
في الهيلولة تمارس طقوس دينية تتمثل في التعبد والترحم والتبرك بروح دفين الضريح “دافيد بن باروخ”، حسب مراسل “الأناضول”.
وقال الحاخام ألبير داغون، مكلف بالتواصل والتنظيم لدى الطائفة اليهودية المغربية، للأناضول إن “أكثر من 1500 يهودي ينتمون إلى إسرائيل، وأمريكا، وكندا، وفرنسا ، وإسبانيا، وفنيزويلا، وتونس، وإنجلترا، وغيرها يفدون على هذا المكان من أجل التبرك بالحاخام دافيد بن باروخ هاكوهين”.

وأضاف داغون: “بهذا الضريح وضعنا 250 غرفة رهن إشارة يهود العالم للنوم والأكل مجانا”.
وخلال موسم الهيلولة، يتم زيارة قبر الحاخام المتوفى عام 1760 ميلادية، وبجواره المقبرة التي يعود تاريخ دفن آخر يهودي بها إلى عام 1976، حسب الحاخام ألبير داغون.

ويقع الضريح على مساحة هكتار(1000 متر مربع) به ضريح الحاخام دافيد بن باروخ هاكوهين يحيط به ما يناهز 140 جثمانا لليهود من أبناء وبنات القرية، وغرف للنوم مجهزة تسع، كل واحدة تتسع لأربعة أشخاص، ومطعم كبير”.
وأضاف داغون أنه خلال كل عام “نسعى للرفع من الطاقة الاستيعابية للضريح بالنظر للأعداد المتزايدة من حجيج اليهود الذين يفدون من دول العالم للتبرك وطلب العلاج أو الاسشفاء”.

وتبدأ طقوس الهيلولة بالذبيحة التي يتطوع بها اليهود الزائرين، يشرف على عملية نحرها اليهودي المغربي موشي أحيون.
ويقول موشي أوحيون، لمراسل “الأناضول” إن “الذبيحة تختلف بحسب نوعيتها، البقرة أو الخروف يشترط فيه ذبح الودجين، أما الدجاج فليس في حكم النعائم، إذ يكفي فقط أن يقطع ودج واحد بالسكين الحاد لتكون الذبيحة المهداة للضريح جائزة”.

ولا يتوقف جواز الذبيحة عند هذا الحد، فالحاخام كبارييل دافيد هو من يراقب سلامتها وجواز استهلاكها.
وفي تصريح لمراسل الأناضول يقول الحاخام كبارييل دافيد: “بعد سلخ البهيمة أراقب أمعاءها وبطنها ورئتها إن كانت سليمة فجائز استهلاكها في الضريح، وإن كان بها عيب فإنها لا تصلح وفاسدة”.

وقبل انطلاق ليلة الهيلولة يبتدئ الموسم بوصول عائلة أحد أحفاد الحاخام “دافيد بن كوهين” إلى الضريح قبل أسبوعين من انطلاق الحفل السنوي، قصد تهيئة الأجواء، واستقبال الزوار، الذين اعتادوا المشاركة في الموسم وزيارة الضريح منذ 220 عاما، والقادمين من مختلف بقاع العالم ومن مدن المغرب.
وبحسب مراسل الأناضول، فإن كل الفضاءات بالضريح مرممة، وصباغتها حديثة، كما أن مرافق المعبد ومراقدها أصلحت بما تم تحصيله العام الماضي إثر مزايدة على شمعة أرسي ثمنها بمبلغ 18750 دولار.
وتشهد مراسيم ليلة الهيلولة، الاحتفال والدعاء والتوسل والتقرب إلى الله عن طريق هذا الولي (الحاخام)، حسب الحاخام ألبير داغون.
وخلال الافتتاح الرسمي اليوم (الأربعاء)، تلا القداس بينحاس كوهين أحد حفدة الحاخام “دافيد بن كوهين” دفين الضريح، وباللغة العبرية عبارات “الله هو العالم على الدنيا، وليس هناك من هو أكبر من الله، الله يحفظنا، ونطلب منه أن يحفظ الميتين ويتقبلهم عنده.. الله أكبر، ليس له شبيه، وأن يحفظ العائلة الملكية (المغربية) ومتطوعي المسيرة الخضراء المتوفين (نظمت بجنوب المغرب مسيرة سلمية سنة 1975 لإجلاء الاستعمار الاسباني عن الصحراء)”.
ليلة الهيلولة تعرف عدة طقوس دينية واحتفالية، أبرزها ليلة “الشعالة” (إشعال النار في كل مواقد الضريح بالشمع الأبيض فقط)، حيث يقوم الزوار بإشعال الشموع بكمية كبيرة، وإضاءة كل القبور وجنبات المقبرة والمسالك التي تؤدي إليها، مع تخصيص صندوق خاص بالمشاركين في الحفل الموسمي لجمع التبرعات بحسب حفيد دفين الضريح.
ويقول الحاخام ألبير للأناضول: “نستحضر روح الولي الطاهرة باعتباره أحد المقربين إلى الله”، مشيرا إلى “معجزات تحدث لزائري المكان”.
وروت لمراسل الأناضول اليهودية صولانج بوختال (68 سنة)، من أصل مغربي مقيمة بفرنسا، أن “سيدة يهودية قدمت من فرنسا إلى الضريح منذ 70 عاما وكانت عاقرا، مكثت في الضريح لنحو 10 أيام، وبعد عودتها إلى باريس حملت وأنجبت ابنا يهوديا أسمته دافيد”.
الابن دافيد، صار منذ ولادته مداوما على زيارة الضريح والتبرك به وتقديم الهدايا من الذبائح والمال حتى يعم خيره على من يزورونه، بحسب شهادة صولانج التي تزور هذا الضريح مذ كان عمرها 5 سنوات.

زيارة صولانج الدائمة لهذا الضريح “طلبا للشفاء وصحة الأبناء وأن يمنحنا سلام المحبة ويحفظنا ويجعلنا دائما مطمئنين”.
إلى جانب صولانج، الشيوخ والكهول اليهود يتبركون بقبر الضريح، وحتى الأطفال.

تقول الطفلة اليهودية “أوريل مويال” (13 عاما) لمراسل الأناضول: “آتي مع أسرتي من فرنسا إلى هذا الضريح منذ 3 سنوات، أطلب من الله أن يمنحنا حظوظا أفضل وأكبر في المستقبل”.
نفس المسار سار فيه الطفل يوني ألون ذي الـ16 ربيعا، اليهودي المغربي المقيم بالدار البيضاء المغربية (شمال): “آتي لزيارة هذا الضريح مع والدي تبركا به وطلبا للأمن والسلام”.

أطال الله عمركم !


بقلم عبد السلام ادير

ألا إن الكثيرين من شباب جيل السبعينيات فما فوق ،مقصرون في زيارة ارحامهم،كسلاء متقاعسون عن السؤال في احوال واخبار احبابهم ومعارفهم.
ألا إن صلة الرحم قد جاء في الحديث انها تطيل العمر.
وخيرا فعل مخترعوا وسائل التواصل الاجتماعي ،إذ قربونا من بعض احبابنا واصدقائنا واستطعنا بحمد الله متابعة اخبارهم واحوالهم،واطمئنت قلوبنا من جهتهم ولو بشكل نسبي.
لما فتحت عيني على اسرتي ومجتمعي المحيط ،وجدت الناس يحتفظون بغرف خاصة داخل البيت ،بل وبدور باكملها يتعهدونها بالتنظيف والصيانة ،ويوقرونها توقيرا ،تسمى تادوريت قديما ،تحتوي غرفا بما يمكن من الاناقة ،مفروشة بافرشة محترمة وتزين بالاثات وتعطر ويحتفظ بها مغلقة الى حين وفود وجوه عائلية تغربت،او ضيوف يستدعي الاشتياق اليهم مكان استقبال في المستوى اللائق من الراحة والاطمئنان.
تدوريت لا تختلف تصميما عن المنزل الخاص بالسكن الا من بعض الجوانب كامطبخ او المخزن ..
تبنى تادوريت بفناء اوسع مايمكن تحسبا للحفلات العائلية ،وانظف ما يمكن ،يزينه الجدران المرسومة باشجار كالنخيل باستعمال الجير و"التربة الملونة " ويتوسط الفناء "الحوض"وهو عبارة عن حفرة مربعة غالبا،تحدد باطار من الاجور على شكل سور صغير ،يستعمل هو الآخر لوضع المصباح "اللامبة" في حالة سمر عائلي صيفي. يغرس في الحوض شجرة برتقال او حامض ،وتزرع حتى الورود وانواع الرياحين..
انه الملتقى العائلي ،ووكر الذكريات الاكثر شجونا وشوقا وقدسية.
كنا نرفرف من الفرح حال عودتنا من المدرسة ،واكتشافنا للدلائل اولا بأول على وجود ضيف اواكثر في تدوريت.
دراجة نارية او عادية غير مالوفة ،بغل او بهيمة مربوطة داخل حرمات البيت،سيارة تشعشع زجاجاتها من بعيد،كل ذلك يجعلنا ،ونحن يومئذ "براهيش" نركض لنصل في اقرب وقت الى المطبخ فنجد الاهل في اهبة غير عادية وفي سرور ووئام اكثر مما مضى ،والخيرات تخرج من مستودعاتها لتثير لعابنا ،وتلهف اعيننا الصغيرة.فيقال لنا ،: <<اليوم ،ممنوع الضصارة !خذ نصيبك من الحلوى ولا تأت تتشره امام اعين الضيوف ،اذهب وسلم على عمك ،انه سأل عنك !>>
يالطيبوبة !يا لحلاوة الطرق الجميلة التقليدية في استقبال وزيارة الارحام.
كانت تادوريت بمثابة الملتقى والبناية التي لا مناص من بنائها بالنسبة للمجتمع الايكاسي على الاقل،قبل ان تعلن نفسك ساكنا. كان للضيف عند الناس اعز المراتب واكبر القيم.وكان الناس كرماء ،وذوي كرامة .
لست انوي تقديم المقارنات مع ما نعيشه اليوم ،وليس صعبا التماس ذاك الفرق لمن يعتبر تغير الاشياء وضياع قيمها مع الايام.
فمن تادوريت موقع عرش الصينية الكبيرة و"البراد" والوجوه البشوشة،ولوحات فلكلورية في المناسبات الكبرى ،إلى ما سميناه اليوم ب"الصالة"او"الصالون" يوجد تغيير واختلاف ،لا اقول ايجابي ،لكن تغيير يعكس برودة وانسلاخا عن الهوية نحو هوية لا نكاد نعرف منها سوى تقليد وبعثرة ما تركته ولملمته الاجيال الذهبية بشق النفس والروح.

إعدادية الإمام مسلم بأيت إكاس تخلد اليوم العالمي لحقوق الإنسان


تخليدا لليوم العالمي لحقوق الإنسان،الذي يصادف اليوم العاشر من دجنبر من كل سنة،وتتميما لمحطات برنامج المؤسسة للاحتفاء بالأيام الوطنية والعالمية السبعة المسطرة في برنامج العمل السنوي للمؤسسة ،تم يومه الجمعة 12 دجنبر 2014 بالقاعة متعددة الوسائط بالثانوية الاعدادية الامام مسلم بأيت إكاس،نيابة تارودانت ،تخليد هذا اليوم،من خلال تقديم عرض حول موضوع “حقوق الطفل بين البيت والمدرسة والشارع “،أشرف عليه نادي القراءة بالمؤسسة بتأطير من الأستاذ الحسن أيت حدوش… العرض كان من تقديم نخبة من التلميذات والتلاميذ من مختلف المستويات،وساهم في تنشيطه كل من الأستاذ عبد الله عبدلاوي والأستاذة فاطمة أوبلا .
وقد تناول العرض في مضمونه عدة جوانب تهم الطفل في تموقعه بين البيت والشارع والمدرسة، والتجاذبات التي تتجاذبه ،وتاثير ذلك على مساره الدراسي وعلى أدائه وتحصيله. كما شكل هذا العرض أرضية سنحت للحضور،تلميذات وتلاميذ وأطر تربوية،بفتح نقاش مستفيض حول طبيعة وأشكال العلاقات الأسرية السائدة بين التلاميذ وذويهم،من جهة،وبينهم وبين المربين من جهة أخرى،وهو الأمر الذي أغنى النقاش بشكل كبير وخرج به من إطار العرض إلى إطار أوسع يهم مختلف انشغالات وهموم المتعلمين .

الشجرة المباركة



بقلم : عبد السلام ادير
كان اجدادنا يتوخون إتقان عملهم والدقة فيه ،وكانت بلاد الاسلام تعج بعلماء ومبدعين عظماء كان الواحد منهم يمتطي الصدق والصفاء إلى حين إتمام مهامه على احسن مايرام.ومازالت منجزاتهم تتحدى الزمن وتورق فهم رواد الحضارات المتقدمة .
لا بل حتى العامة التزم اغلبهم الصدق والاخلاص في كل مناحي حياتهم ،لولا تكالب الظروف بانواعها ،ونفس الشيء إذن بالنسبة لمنطقتنا كجزء ولو صغير من تاريخ الامة.
لو نتفق على ان المرء منا اليوم ،يكاد لا يفلت عمله وتفكيره من الغش وتزيين المظهر على حساب الجوهر،ويتقاضى اجره كاملا بأقل عناء ،فإن اجدادنا البسطاء في كل شيء كانوا يعملون دون التفكير في جانب الاجرة والتركيز عليها ،وكان اتقان عملهم هو اسمى هدفهم.
جاءت الآلة بأنواعها وتقنياتها فمضت تستعبد المساحات وتنزع مهن الناس نزعا ،وتخلف البطالة ومهن الكسل والاعتماد على الغير والتقرب من ذوي الرساميل ،التي تمخضت عنها ما يمكن تسميته استعباد المال لكل لاهت ورائه واصحابه.
دخل الفلاح العجوز جنته ،واغلق من ورائه ترعة الحقل ،وانطلق يمشي ببطء يتفقد غلة اشجار زيتونه المغروسة صفوفا.كان يتوقف بين الحين والآخر ويديه وراء ظهره مشتبكتي الاصابع،وعيناه تكاد تظهر من بين تجاعيد وجهه،وعنقه يشرئب إلى فروع الاشجار. لقد أضحت الثمار توشك على النضوج ،والغلة جيدة كما كان توقع منذ بداية الربيع. 
صاحبنا من القلائل الذين مازالوا يعتنون بالشجرة المباركة ،ويفهمون في طرق رعايتها،ويحتفظون باسرار معرفية قديمة في هذا الشأن ،شانه شأن القدامى الذين كانوا يستعينون بالمنازل الفلكية وملاحظة الظواهر للتنبؤ بعطاء كل عام فلاحي على حدة.
وكان الناس توارثوا علوما في الزراعة والبنيان والطب وكل شيء .لم يندثر بل تمكنت الحضارات الغازية من سلب اغلبه واستغلاله بطرق مختلفة ولاهداف مختلفة.
في منطقتي ،يشكل الزيتون منتوجا محليا قديما ،،وكانت العمليات المتصلة به ،من الغرس حتى الجني والتعصير تشغل أيادي عاملة محلية ،ومهارات تقليدية لكنها دقيقة .ولا يخلوا خزان الذكريات عند اي منا، مما عاشه مع مراحل العناية بالزيتون والجني.
وتمثل مرحلة الطفولة اغنى مجمع للذكريات التي تابى الانصياع للنسيان.
يكون الموعد مع جني ثمار الزيتون عادة في عز الشتاء ،فتدب في البيت حركة استثنائية حين ينهض الجميع في ساعات الصباح الباردة وفي ايديهم اواني لتجميع الثمار. حتى الجدة العجوز والصبي محمولا على ظهر امه يظل في الحقل وتنال "الجريحة "من خذوذه لتحمر كالورد، ويكفي حضور الجد او الجدة لتقوية العزائم.والبلاء في العمل. 
ذكور واناث ،انها فرصة لاعادة الثقة والتلاحم بين افراد الاسرة وتوحيد احلامهم. وحتى الطعام يؤتى به الى عين المكان فيظل الناس في عملهم كانهم في نزهة عائلية.
يقتضي صعود وتسلق اشجار الزيتون وعملية "السوس" ايادي كفؤة وذات صبر وخبرة ولهذه المهمة يعتمد على استخدام محترفين ، هم اصلا يفدون على مناطق الزيتون من بلدان مختلفة .وخاصة من اعالي الجبال حيث حقول الجوز واللوز التي تقطف بنفس اساليب قطف الزيتون. فيستعان بهم ،وهم يستعملون العصي المختلفة الطول يضرب بها على فروع الشجرة لتتخلص من الثمار. وتبقى مهمة الالتقاط والجمع على باقي افراد الاسرة .
كنا اطفالا ،وكنا نستمتع كثيرا ونحن نساعد الكبار ،الذين كانوا يستحسنون عملنا تارة .عندما يمتلئ دلو او قفة ثمارا ناخذها الى مكان التجميع ،وطورا تزعجهم بلعبنا ولامبالاتنا بالعمل. كانت تنصب افرشة حصير تحت الاشجار اثناء العملية تجنبا لسقوط وضياع الثمار بين الاعشاب والاشواك..كنا نستمتع باصوات الموهوبين من الجبليين ،لما يتناوبون الغناء ،شعرا امازيغيا ،بريئا وشجيا ،تستحسنه المسامع بمختلف اعمارها،وكم كنا ونحن في الحقل نفرح حينما يحضر الطعام ،ويجتمع الكل حول "طاجين "دافئ بالخضر واللحم والزيتون الاخضر ،الذي تحضره النساء مسبقا .
تكون نهاية يوم العمل عند الغروب ،فيعود الكل للراحة بعد وجبة العشاء ."بيصارة بزيت العود الجديدة والفلفلة الحارة " وخبز التنور .
إلا الأب أو العم يمتد عمله الى حيث ايصال غلة الزيتون الى المعصرة التقليدية ،بواسطة دواب ،وتمة مجال لذكريات اخرى لن اتمكن في هذا المقال من الاشارة اليها إلا لاحقا إن شاء الله.

مدرسة الغابة



بقلم : عبد السلام ادير
كنا جماعة نستظل بشجرة اركان ،داخل غابة اخوربي نحمو" ،وكانت الحرارة على اشدها،والعطش" بنوعيه " كان هو موضوع الحديث بيننا. كنا خمسة فتيان ،وبيننا اثنان بالغان لا يفتران عن لغو العزوبية ،يعلماننا مبادئ العلاقات مع نساء الغرام. 
كانت بداية تربيتنا متأثرة بحياة الغابة وكانت مهنة الرعي مهنة الاغلبية في باديتنا ،تعد المتنفس الوحيد للتعبير ،والمدرسة الاولى التي تخرجت منها اجيال في المنطقة ،ومازلنا بصدد ممانعة آثارها السلبية على عقليات كثيرين منا حتى اليوم.
كان الولد يخرج مع ابيه او اخيه الاكبر او ابن جاره ليرعيا قطيع الغنم والماعز ،اليوم باكمله،وفي كل الظروف المناخية ،ولم يكن التمدرس مثلا يعتبر الا حلما بعيد المنال.ومشروطا بالحظ.
كنا نخرج باغنامنا فرادى او في جماعات ،نظل نمرح ونلهو ونتعلم من الطبيعة وكلام الكبار.بصالحه وطالحه. ولم يكن تعلم كلام اللغو والايباحي ليعدم وسائل ومعلمين متطوعين آنذاك. لازلت أذكر كيف تفاجأت واستغربت لما رافقني الوالد الى المدرسة وعمري ثمان ونصف ،من المشهد الجديد الذي وجدت امامي .
اولاد كبار بلحاهم في مستوى الخامس، وآخرون كنت اعرفهم في الغابة ،كنت اتسائل كيف تخلصوا من واجب وحياة الرعي اليومي واتوا الى المدرسة؟ إنه تغيير عميق حصل لي ولهم في حياتنا ،فبدل الفوضى العبثية والفرعونية التي كانت تلزم سلوكنا واخلاقنا لمدة وجدنا امامنا نظاما مضبوطا ،واوامر مرنة ،وافكارا وكلاما يكتب بالطبشورة ،سرنا إذن ننضبط ونتخلص من رواسب الحياة الرعوية،وانتقلنا عبر السنين وعبر الاقسام بل ونجح بعضنا والحمد لله كما نرى اليوم ، والحمد له على اثر نعمة المدرسة على العباد.
في الغابة ،تصفير وصراخ،مبارزات عشوائية،وكلام نابي،وحركات عبثية،و عدم احترام الغير ،وامثلة للتسكع ترافق النهار الطويل داخل غابة ،لا مدير فيها ولا مربي.
كنا نلعب الحجارة ،والحفيرات وغيرها ،وكنا بسبب الحرارة في استرخاء وفعلت قطعاننا مثلنا تاخذ قيلولتها في الظلال المجاورة.
ضرب احد الكبيرين بعصاه حجرة نابتة في حركة متحديا كلام زميله ،وكان الحديث بالضبط عن النساء والفحولة :
<<اقسم بالله إنني رجل ولا اخاف من النساء ،ولو مرت بجانبنا مثلا امرأة الآن لما افلتت من رغبتي ،ولو إكراها .ولن تستطيع فعل اي شيء ،ولن يدافع عنها احد في الغابة الموحشة ،فما الذي اتى بها هنا؟.>>
والحق ان حديث الاثنين لو لم يتعد موضوع اغتصاب النسوان ،لبقينا معهما للاستئناس بتجاربهما ،لكن حمى البلوغ في عيني المراهقين وتهورهما في اختيار الفاظهما،جعلتنا ننسحب نحن الصغار، نجاة بانفسنا قبل ان يخوضا في حديث غيره. غيرنا مكان جلوسنا ،واخترعنا لعبا وموضوعا خاصا بنا وابتعدنا عنهما ،

وفيما نحن لاهين باللعب ،غير مكترثين حتى وقف علينا رجل طويل القامة ،يبدو عليه الاعياء،يجر دراجة هوائية مفرغة الاطارين، فسلم وطلب ماء،فاعطيناه القربة وعب نصفها قبل ان يتنفس ويسترجع الذاكرة ويحدق في وجوهنا،ثم يسال :<< إساون إيلبي أول تباين يات تمهانت تزرلي عي ؟ !>> انه يسال عن زوجته هربت من البيت.
فاجبنا بالنفي ،وكان قد راى الآخرين فتركنا وقصدهما ،ليطرح نفس السؤال بالتاكيد.
كان الرجل يسأل عن زوجته ،هربت من بيت الزوجية وقصدت مشيا وسط الغابة بيت ابيها على سفح الجبل مسافة 12 كيلمترا .
وكانت الزوجة عند اغلبنا ،الى عهد قريب تتعرض للتعنيف والضرب من طرف زوجها ،ولم يكن يجيرها من جبروت الرجال الا الفرار بجلدها.
لما ذهب الرجل وتابع طريقه ،اتانا احد اليافعين ،وهويضرب على يديه متأسفا على الطريدة التي مرت للتو بجانب مكان وجودنا،وكيف لم يفطن اليها.ولما تفقدنا آثار ها كانت واضحة وتبث انها بالفعل مضت بجانبنا ونجت باعجوبة من ذينك الذئبين البشريين.

من تخريجات اواخر الليل


بقلم : عبد السلام ادير
إن بين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر صنفان : فريق نوى الامر والنهي حقيقة وايمانا فاصطدم بتعقيدات اجتماعية ،لم يشأ أن يورط فيها نفسه وماله وعرضه فانكتم وتجاوز رمي نفسه في التهلكة فألغى تنفيذ قصده بيده ولسانه وغض الطرف وفي صدره اسف وحسرة وأمل مع ذلك.
أما الصنف الثاني ،شخص لمس العطب في المجتمع ،واستنكر ماتراه عينه وانخرط في الدفاع عما يبدوا حقا ومعروفا ،واستنهض الهمم لمحاربة المناكر ،الا أنه وجد نفسه عرضة لفخاخ نصبت في طريقه ،وهو لا يعلم عن مصادرها والغازها واصحابها شيئا. فانهزم مكرها واستسلم اخيرا للامر الواقع ،بل واصبح شريكا في تلك التي سماها مناكرا وهم بمحاربتها.
ومن ذات الصنفين اعلاه ،نعاين كل يوم عندنا ،الكثير من شبا بنا وهو متحمس للعب ادوار إصلاح مجتمعنا ،كل حسب ثقافته وموقعه ،وحسب سنه وتجربته وكذا تأثره بنماذج وافدة أو مختلقة محليا.وبتيارات فكرية وعقائدية معينة.
وقف المحجوب متكئا على دراجته ،قبالة باب سوق الاربعاء ،وعيناه تائهتان ،متلصصتان لتقاسيم فتيات يافعات ،خرجن للتو من الثانوية ومررن عبر شارع السوق الرئيسية ،عائدات إلى بيوتهن في مجموعات.
كان الشاب يبدوا عليه الاستنكار ،يضغط على شفتيه ممددا قطر شفتيه،ويقول :لاحول ولا قوة الا بالله .ياله من منكر.لكني رايت انه ،وفي نفس الوقت تأبى عينيه الزيغان عن متابعة حركات الشابات من الخلف وسحر مشيتهن .ولو كان يملك قدرة تحويل بصره الى شباك وحبال ،لفعل.
-< واسي المحجوب ،الرجوع لله ! راك والد بنات كدهوم !؟>
-< الله يعطيهوم بوتليس ،ويعطيه حتى دوك لي خلاوهوم يخرجو بهاد اللبسة.
تواخر الزمان ،ميحشمو مايرمشو !بناتي انا ما كاين غير الحجاب .وا شكون دابا لي باغي يتزوج بحال هاد النوع ،العرا والضيق والصباغة بحال النصارى.؟
راه حتى الرجالة ماباقيين .>.
واذ نحن واقفين ،وانا استدرجه لنبتعد عن ممر التلاميذ، وقفت علينا إحدى التلميذات طليقة الشعر مليحة الملامح ،تلبس احد تلك السراويل الملتصقة مع لباسها المدرسي (طابلية بيضاء ),مفتوحة الازرار ،تبيح النظر الى مفاتن بطنها وفخذيها، وصدر لا يمنع تصور حدود نهديها في اول نظرة.(هذا يكفي..هه).
فقالت :السلام عليكم،ولم تمد يدها لصديقي الذي ،كأنه صعق ،ومد يده بعفوية منتظرا لثوان أن تصافحه ،فسحبها نادما،حينما علم انني فطنت له.
رددنا السلام ،وقالت :واش نتا هو المحجوب ياك ،؟ فارتبك واجاب بعقل سارح :نعم .فزادت: < واش نتا والد فلانة ؟ > (وتعني زميلة لها في الثانوية)،فاجاب :نعم ، فمدت اليه دفترا ،وقالت :انه دفتر ابنتك نسيته في الفصل.
<الله يرضي عليك يا بنتي ،الله يرحم والديك.>!
اخذ منها الدفتر ،ولما ارتبكت يداه قليلا وانفتحت الاوراق بفعل الريح ،وتقلبت بعض الاوراق لتتوقف صدفة عند صفحة مختلفة من حيث نمط الكتابة ومتباعدة بشكل يثير ملاحظتها .
انصرفت الفتاة ،وطبعا أبطأ المحجوب في جمع واغلاق دفتره لعدم تركيزه بما يكفي ،فكان الوقت كافيا لأ لاحظ ما تحويه تلك الصفحة :رسم قلب يخترقه سيف ومكتوب اسم بنت صديقي، وجنبه اسم لعشيق محتمل ،بينهما قليب اصغر على سطح السيف ،واسفل ذلك بعض الكتابة الرقيقة والرموز غير المفهومة .
الحق انني لم اكن مهتما بما كتب على تلك الصفحة لولا الصدفة والحق في النظرة الاولى.وسابق تجربتي في التفنن في رسائل الغرام المشفرة ايام المراهقة .
لم اخبر صديقي ابدا بملاحظتي ،ولن افعل ،و لم يكن ليلحظ اي شيء ،لسبب اميته،رغم ان اذنيه تظل ملتصقة بمذياع صغير ،تفقه بواسطته في كثير من الامور ..
أحالتني قصة المحجوب إلى موضوع ،هو حديث ذوي الاهتمام هذه الايام،يتداول على صعيد العالم ويتعلق بمحاربة العنف ضد النساء.
لا عيب ان يدلو المرء بدلوه في المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين فئات المجتمع،حتى ولو كان على بصيص من الثقافة وإعمال المنطق السليم في تحليلاته للاشياء.بشرط ان يترك الحكم النهائي لمن له سبق ،وتفوق في الميدان.
نلتقي كل يوم شبابا من عموم الرجال،تحولوا الى وعاض ومصدري فتاوى ،ولهم حججهم ودوافعهم ولا يجب علينا لومهم ،وآخرون تحولوا إلى مفسدين ،رغما عنهم وبدون شعور منهم ،وهم كذلك لهم اسبابهم وانطلاقاتهم،وليس علينا التسرع لتيئيسهم من رحمة الله اوتكفيرهم ،فالدين ينظر الينا كإخوة وكمسلمين بالنصيحة والسلامة من الاذى.والتاكد من النبأ. والدعوة بالتي هي احسن .
كذلك الأمر من جهة الشابات وعموم النسوة منهن من يبحن اللباس المغري مثلا،وينظرن الى الحرية بمنظور خاص،ومنهن من يحبدن الغطاء واخفاء مغريات اجسادهن ،والحذر من عيون الرجال.
ليس المجال هنا لانتقاد طائفة او ترجيح اخرى ،لأن الموضوع يكاد يستنفذه الباحثون والفقهاء والمفكرون لكثرة تداوله دون نتيجة حاسمة حتى اليوم، لكن من حقنا ،ربما التساؤل :
هل نتقبل مجتمعنا كما هو عليه في انتظار تحسنه مع المستقبل، ؟ هل ننخرط في معركة مستنفذة وخاسرة ونظل في معارضة مغلوبة الى مالانهاية من اجل تغيير الاوضاع الاجتماعية كما نتصور ونريد ؟
فلو اكتفينا بموضوع التحرش الجنسي لوحده مثلا ،او المخدرات،اوالسرقات،وحاولنا مكافحة كل موبقة على حدة ،فلن نخرج بالنتيجة المرجوة الا بامرين:
الابقاء على الامور الواقعة كما هي درءا للمس بالسلم الاجتماعي،وبرائة الاجيال الصاعدة،ريثما ننكب على ايجاد مخارج آمنة للجميع،
وثاني الامرين : البحث الاكاديمي العميق عن اسباب الخلل في عدم رضا شبابنا عن واقعه.واخراجه من يأسه وضعف صبره،
فتبادل اللوم لن يفيد في أي تقدم سلمي دون الرجوع إلى الأسباب التاريخية والسياسية والمعرفية وحتى الطبيعية الانسانية والفطرية التي تفاعلت فتمخض عنها هذا الوليد المخضرم المعقد الذي هو مجتمعنا.ولن يتاتى هذا قريبا لان امام شبابنا الكثير من واجب التعلم والتثقف والصبر.

الذكريات الموجعة



بقلم : عبد الله أيت
هاهى ذي امى تقف على باب الوطن، تودعونى بوصاياها الدائمة، عندك ايوى عبدالله فكغك الرضا. افترقنا اذن، و دخلنا يومها دهاليز الغربة، هى ستعيش غربة فى وطن ليس و طنها، وانا فى وطنى كأنه غربة ، و ما احقر ان تعيش فى وطنك وانت فيه غريب، غريب عن اهلك غريب عن اعز و اقراب التاس اليك. لكنها ارادة الزمن و مشيئة القدر.
سنة مرة على و قوفها على باب الوطن تدرف دمعة و داع لابنها، سنة مرة على ذالك السفر، على ذالك اللقاء، ذالك الوداع، نظرت اليها يومها، كانت اجمل نساء العالم، احلى وارقى نساء العالمين.
فى ذالك الموقف ثلعثم الكلمات، ثلعثم النظرات. انه قانون الفراق، وطقوس الوداع.
كلما دخل شهر ديسمبر، شهر الفراق، شهر النهايات، شهر تقيم الذكريات
ارجع بالذاكرة الى الوراء تلسعنى نارها الموجعة، نار الوحدة، نار الاشتياق، التى سجلت على دفاتر الزمن كحادتة كانت و لازالت فى واقعى. لكم كم اكره ليالى الوحدة و الفراق. عندما أستلقى على سريرى ، اخدت الوجوه و الاسماء تتراقص فى ذاكراتى، ملامح امى، ووجابتها اللذيذة، تذكرت حضور ابى و مواعضه الدائمة، تذكرت اخوانى و ابتسامتهم الصادقة، تذكرت دهاليز بيتنا الذي اصبح و حيدا خاويا على عروشه، تذكرت... نفسى وحيدا و بكيت
بكيت!! ... بكيت وبكيت و بكيت.. انا حقا لا اتذكر متى اخر مرة بكيت فيها بأستثناء المرات القليلة التى ابكنى فيها طفل فلسطين فقد امه فى العدوان الاخير على غزة يصرخ هذا الطفل و لم يهداء له البال حتى وضعوه بجانب امه الشهيدة. انا لا ابكى كثيرا، لأن البكاء من شيم الاطفال و النساء!! هكذا علمنى مجتمعى الذكوري ايام كنت صبيا، لكن اليوم اكفرت بهذه التعاليم، و اصبحت كطفل المظروب ، اشهق بكاء. ابكى ذكريات الزمن الضاءع . أحاول عبثا طرد هاته الذكرايات حتى لا ابكى، و افكر فى ذالك المستقبل الذى كان يشغلنى اصبح هو ايضا ضبابيا، كلما حاولت التفكير به لا يسعفنى عقلى تتعطل حواسى و تتسارع افكار سوداء غامضة فى ذهنى ثم تختفى بسرعة البرق قبل ان اتمكن من فك رموزها. اصبحت امضى ساعات يومى صامتا . سارحا بعيدا عن هذا العالم .. لا افكر في شىء و لا احقق سوى فى الوحدة. ما عدت افرح فأضحك.. او أحزن فأبكى. او اغضب فأصرخ .. ما عد شىء يستفزنى ... اصبحت جامد .. لا اشعر بشىء. اقتات، أرتوي، و أنام.. شأن شأن "الكائنات الحية" التى تثقل هذا الكون لا اذكر اخر مرة شعرت فيها بالجوع او بالعطش او حتى العياء.. تبلدت كل احاسيس و اصبحت هيكلا بدون روح. بسب الذكريات تركوها حين حملوا حقاءبهم و درفوا دمعة الوداع لي و لاحبابهم، على أمل اللقاء.. اه اه يا ذكريات تبعثرث على طرقات السنين و تركت رساءل على باب الزمن. فيها، الم، و شوق، و فرح عشتها بدونهم و لم اشترك فيها معهم...... يكفى!.. كفى ما عدت اقوى على شىء..و لا اريد شيئا سوى ان اراك يا امى، وانتهى من الذكريات الموجعة و من براثن الوحدة الموحشة. اريد ان اراك يا امى و انتهى من و طن كأنه غربة.

رئيسة جماعة أولاد عيسى تدلي بتصريحات غريبة



تفاجأت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بجماعة أولاد عيسى بتصريحات غريبة لرئيسة الجماعة في لقاء تم استدعاؤهم اليه قصد مدارسة مخلفات الامطار والاضرار التي أصابت الساكنة.
وحسب تصريح لأحد الحاضرين، فاللقاء الذي عقد بقاعة الاجتماعات بمقر جماعة أولاد عيسى حسمت الرئيسية مند بداية اللقاء في موضوع اصلاح مخلفات الامطار ان الجماعة لا تملك اي موارد لهذه العملية وان اللقاء لا يعدو ان يكون جلسة استماع فقط، و بطريقة غريبة دفعت بالحضور الى طلب المساعدة ممن كانوا الى عهد قريب ضدها قاصدة صاحب المقلع و ذكرت بعض المستشارين الذين يتهجمون عليها في الدورات ويتهمونها على حد قولها. اللقاء خصصت فيه الرئيسية جانبا مهما من الوقت انتقدت فيه خصومها وخصصت بالقول صاحب مقلع أبهاج و تحدتث عن كونها محاربة من جهات عديدة بما فيها السلطة الاولى في الاقليم، كما اشارت بشكل عفوي الى ان صاحب المقلع تهجم على زوجها رئيس بلدية اكادير لكون هذا الاخير – حسب قولها -حاول عرقلة صفقة المستشفى الجامعي التي رست على شركة المقاول البهجة.
احد الحاضرين في لقاء النصائح السياسية وصف الأمر كأنهم كانوا في مقر حزب سياسي وليس مقر جماعة تقدم الخدمات للمواطنين، وقال ان من بين النصائح ان الرئيسية توجهت لأحد الحضور (رئيس جمعية) طالبة منه ان يترشح في الانتخابات القادمة ليعوض المرشح الحالي لدائرة زاوية بنعبو الذي نعتته بانه هرم ولم يعد قادرا على العمل كمستشار.
الرئيسية التي كانت غائبة طوال فترة الفيضانات والامطار استغربت الجمعيات ان تتحدث بهذا النفس في سياق مأساوي تحتاج فيه الساكنة الى تقديم المساعدة عوض تقديم نصائح سياسية و ردود انفعالات.
المصدر : سوس24

حين تحتوي اللقمة عظما



عبد السلام ادير:
اعتصم وأضرب عن العمل ،وسار يقضي لياليه مختبئا في مخزن التبن، مجاورا دجاجة كانت هي الاخرى تحضن دزينة من البيض تدفئها بحرارة جسمها،في ظلام المخزن .
كان الطقس شتاء ،وقد اتخذ "لعربي" قراره بالاعتصام ،بعد أن مل من النوم وحيدا كل هذه السنوات ولا من فكر في مطالبه .لقد بلغ الثلاثين وطال شاربه بما يكفي ليطالب بالزواج، انه يتيم الاب واصغر اخوته الذين تمكنوا من اغتنام فرصة حياة والدهم فتزوجوا على حساب مال ابيهم، ولكل منهم اولاد.بينما العربي تجاهلته الظروف ،ومات ابوه قبل ان يزوجه.تفرق الاخوة كل بشؤونه وتركوه في بيت الوالد مع امه.لقد عمل طول حياته يكد ويعرق ،والآخرون استفادوا من تعبه ،وترك منسيا.
أقسم العربي الا يطلب من احد شيئا ،طالما ان لا احد يكترث لحاله ويدفئ لياليه بزوجة جديرة بمرافقته ورؤوفة لحاله.
لم يبرح لعربي مخبأه حتى حارت والدته في مكان غيابه كل ليلة منذ حل الشتاء .ولقد كشفته اخيرا حينما توغلت في المخزن <الهري> ،تتفقد موعد تفريخ دجاجتها ،
فألحت عليه وافرغت على اعصابه علامات استفهام عديدة فاعترف وعبر لها بعريضة من المطالب والاستنكار لتجاهل حاله واحتقاره.
فألفت الأم في شكوى ابنها الصغير صدقا وحججا لا تقهر ،فجعلت في اعلى لائحة اجندتها للغد تزويج ابنها مهما كلف الامر.رغم ان الام عادة لاتتسرع في تزويج آخر العنقود ،إذ لا تتحمل بسهولة أن تراه بين يدي امراة اخرى وحينها تجد نفسها مستقيلة من الامومة نهائيا.
تزوج لعربي وازدادت قوته وازداد ايمانه وانفتحت بشرته ،ودخل القفص اخيرا ،واطمئن لعمله الذي لن يدهب سدى ونسيانا.
زواج كلف معزة وجبة صوف جديدة وبضع ريالات مهرا.
لم يحتج لعربي لمنشطات ولا لتكوين حيث حملت زوجته منذ العام الاول.
رزقا طفلا ،وتكفلت جدته بتسميته.
لم يولد الطفل داخل مصحة ولا رأت امه طبيبا. نودي على احدى الجارات وتمت الولادة على حصير sec وفي غرفة طينية بما لها وماعليها ،كل شيء طبيعي ،لا حاجة لتكييف هواء ولا شراء دواء ،خرج المولود يصرخ ويذغذغ حلمة الثدي يستزيد الحليب.
ترعرع الصبي في ظروف افغانية قاسية وابوه يقر به عينا ،وان كان لايكفيه عددا. لعق الطفل التراب ،ومرض وشفي،وتركته امه للصراخ ساعات حتى يسكت تلقائيا ،حملته على ظهرها شهورا واطعمته كل شيء من الطبيعة.لم يعرف لقاحا في حياته ولا شوكة.تعرض للاخطار كلها ومع ذلك ترعرع وخرج يلقى اقرانه.
تعلم الدروس الاولية على يد الام والجدة ،وبعدهما خرج مع الوالد راعيا غنما ،او باحثا عن كلأ اوجلبا للماء اوذاهبا للمسجد. كان ابوه رغم اميته يرى لابنه مستقبلا وذكرا .
أخذه الى المدرسة التي بنيت توا بعد الاستقلال ،اشترى له دفترا ولوحة بدون محفظة.
تعلم اشياء في المدرسة .كتابة اسمه واسم ابيه ودواره ومنطقته. تعلم مبادئ الوطنية واحب عن صدق قياديي البلاد ورسم الراية المغربية باقلامه الملونة الرخيصة .حفظ نشيد تحية العلم ،واخضع نفسه للتربية العصرية،وعرف حدود بلاده وعواصم كثير من البلدان،
سار للغلام عناية واهتمام بكل ما يدور حوله وقرأ وتعلم القوانين ،وشارك بحماس في كل الانتخابات ،وعرف مصلحة منطقته وتاريخ اجداده ،ولغاتهم ونضالاتهم تحت حكم السلاطين والملوك المتوالين على عرش المغرب.
ولكم كانت فرحته وفخره عميقين لما شاهد الملك محمد السادس يزور منطقته ايت ايكاس ويدشن فيها المشاريع ويشرفها بطلعته.
وللتذكير فقد شهدت هذه المنطقة بالذات مشاريع لمحمد الخامس تمثلت في المدارس الاولى والطرق وبعده المغفور الحسن الثاني في المشاريع الفلاحية وغيرها..ونعود الى الموضوع :
إلى أن خرجت الدجاجة للمرة الخمسمائة من مخبئها تتبعها كتاكيتها المزخرفة بالالوان الناعمة ،وكانت قد نخرت عظام الجدة ومن قبلها تحت التراب ،ومضت قرون على استقرارنا بالمنطقة إذا بشخصية غريبة لا يعرف لها أصل ولا بلد ، تدعي أصلية ملكيتها لمنطقة شاسعة (ثلث مساحة ايت ايكاس ) ،وتدعي انها تملك وثائق من عهد الفنيقيين تثبت احقيتها في وراثة كل تلك المساحة.هكذا ،وقد هددت مرارا هذه الجهة المجهولة بتحفيظ ثلث ايت ايكاس، الى ان احدثت مرارا ضجات وبلبلة بين السكان .
فهل منا من سمع او عرف عن هذه الجهة خبرا ،وهل سمعتم من قبل من القدامى ب إسم "أماخير " الذي يدعي حقوقا في منطقة ايت ايكاس ؟

شظايا من الثرات الايكاسي الامازيغي


بقلم : عبد السلام ادير
اختار ليلة مظلمة ممطرة ،ليخطر على باله تنفيذ غزوته ونزوته التي طالما رصد لها وقتا وتربصا وجهدا حثيثا،
انها عشيقته، المطلقة والتي اغرم بها ،ولم يكن يعلم ان لها ولدا.
لقد تمكن من نزع موعد غامض اخيرا معها رغم عدم رضاها التام ،وغياب اية فرصة بعيدا عن الاعين .وكلام الناس.ولو حدث ذلك فلن يكون الموعد في بيتها الذي تسكنه وحيدة ويساكنها بين الفينة والاخرى اخ لها او اخت.
كان متحمسا وجعل كل اوراق النجاح بين عينيه ،وكان مطلقا بدوره ،واختار التسلل في جنح الظلمة حيث، ومع الجو الممطر لن يأبه له احد ذو عينين.
انه عاشق احتفظ بحقه في الحب والزواج رغم فقره المدقع ،ومازال شابا صلب البنية رغم بروز ظلوعه وفكيه من اثر المجاعة، اوجدته اقداره ووضعه حظه في زمان تفشت فيه المجاعة في البلاد، الى درجة ان الشخص يبيعك كل شيء غال مقابل ملعقة حساء اوحفنة شعير...
كان لزحفه على ديار ليلاه في ذهنه هدفان : قد يجد في بيتها طعاما وقد يجد ،ان كان محوظا أنسا وسلوانا يخفف عنه زمهرير الليلة تلك.كيفلا وقصده شريف.ومعشوقته محافظة.
اسرع الخطى وحادى الجدران الى ان وصل باب بيتها ،فارخى السمع قليلا قبل ان يدق الباب .
انها اول مرة في حياته يجازف بعرضه وماتبقى من مروؤته ،واقسم في نفسه ان تكون المرة الاخيرة ،إن طلع الفجر وهو بضلوع سليمة.
لم يسبق ان عرف الناس عنه الا اتقاء الشهوات ولم يشر اليه اصبع من قبل .كاد ان ينتصر لمروؤته لولا شيطان الجوع الذي وفر الاعذار للاستمرار في حماقته تلك..
كان الصمت مسيطرا الا من المطر المتساقط بهدوء واستقرار.
أما الوجه الثاني لهذه العنترية الغريبة ،اي ،المعشوقة فقد صدقت حدسها أن زائرها الليلة لن يكون اخا ولا اختا،الا ذلك الشبح الذي ماانفك يراودها على نفسها كلما جمعت بينهما صدفة او لا صدفة ويتلصص النظر اليها ،لقد حاولت معه كي يتراجع لكنها استسلمت اخيرا لمقدماته ولم تجد مانعا مقنعا من عودتها للتفكير في الارتباط برجل صادق النوايا .رغم فقره وعناده . فلم يساومها احد منذ ان طلقت ،وكادت تفقد اليأس من الرجال ،لولا هذا التعس ،الذي على الاقل اظهر اهتماما بها ،ومن يدري قد تتبدل الامور الى احسن منها،وما العيب في ان تقبل الارتباط بشخص جاد ،وسيم ورفيق ،فعلى الاقل يؤنسها في ليلة حالكة باردة ماطرة كهذه؟!
،وهي في كوخها،تحرك الحنين عندها إلى جرأة المراهقة وملذات ايام الشباب ، فباتت تلحن احلامها باغنية شبابية تذكرتها وهي في حديقة بؤسها تلك،وسارت ترددها بصوت خافت وهي توقد نارا في موقد مطبخها وتضع عليه قدرا به ماء ،تركته يغلي ،وهمت بالنهوض الى غرفة مجاورة لتجلب بعض الدقيق .وكان ذلك كل ما ملكت يداها في خزائن كوخها، إذن فهي اشد فقرا من فارس وحدتها تلك،
كانت تحاول التخفيف من عبء بؤسها ،وتذكرت ايام طفولتها حين كانت تتردد على المسيد ،وهناك عرفته ،كانا يلعبان لعبة الغميضاء في كل اركان المسجد،كلما غاب الفقيه عن تلامذته ،وتفكرت كيف كانا يتبادلان البحث عن بعضهما بعد العد الى عشرة،وكيف كان ممتعا ان يكتشف احدهما مخبأ الآخر ،كلما دار الدور عليهما اختباء او بحثا حسب قانون اللعبة...كانت زوجة الفقيه تتدخل اذاماسمعت ضجيج التلاميذ وكانت لا تفقه حرفامكتوبا ولا مقروءا فتأمرهم بالرجوع الى الانضباط وحمل الواحهم وتقول : قراو قراو ! قولوا قولوا قولوا ! وكان ذلك كل ما تعرف .رغم كونها زوجة فقيه عالم.
سمعت المعشوقة نقرا بسيطا وكأنه على بابها ويكاد لا يسمع لغلبة صوت الامطار والرياح. لكن نداء خافتا من وراء الباب جعلها تتيقن انها بصدد زائر او طالب مؤونة ،لم تتاكد ان الطارق جاء من اجل كلاهما حتى فتحت الباب وكاد قلبها يستدعي الاسعاف حين رات محنونها واقفا امامها ،كان يتلعثم بكلمات شبه مضطربة من شدة الخوف ولعدم التأكد من ردة فعلها اذا ما طلب الاذن بالدخول.
وعلى كل حال جعلها تفهم مراده بشكل غير مباشر ،لمجرد اتاها زائرا في ذلك الوقت المتاخر وفي تلك الظروف.
حاولت تجاهل الموقف ،فلم تكن بحاجة الى كلام اطراء اومجاملة معينة ،كما هي عليه العادة في البلد ،فالامر واضح ،والكرة صارت في ملعبها ،ورغم ذلك سألته :ماالذي اتى بك الى بيت امرأة معزولة مطلقة في هذا الليل ؟الا ترى ان للحيطان عيون ،وان كلام الناس اشد فتكا من السياط؟
فقال :ليتني لم آت في مناسبة كهذه ،وكان علي ان اتي البيوت من ابوابها نهارا وجهارا ،فلم يبق لي غير ذلك لأفعله لعلك ترضين بي ،والآن وقد حصل ما حصل ،فلا ارى باسا من دعوتي للدخول للحديث معك في امر كهذا تماما ،فإن لم يرضيك عرضي فلن اكرهك على مالا يرضيك ،وساخسر مستقبلا ،وزوجة وابناء ،وانت تعرفين انني ما وثقت في امرأة غيرك ،....
ادخلته وهي لاتصدق ان الشبح الملاصق لاهدابها تمكن اخيرا من دخول بيتها ،لقد تفنن في اقناعها ،وهي من فتحت له رغم مظاهر خوفها وترددها.
لا ننسى ان الرجل اتى من اجل الطعام اولا ،ولكن كذلك من اجل البحث عن حل لموضوع من يشاركه همومه وحياته ،ويستأنس بدفئه اكثر من مجرد ليلة ماضية كالبرق .لم يكن الرجل متعجلا ولم تولد بعد في ذلك الوقت هذه المستويات من الشهوانيات والطيش الصبياني في بعض رجالنا .
اجلسته قرب الموقد وراح يستدفء بينما هي ذهبت الى الغرفة تبحث عن الدقيق وفي يدها قنديل يصدر منه ضوء خافت .
فكر الرجل في بطنه قبل اي شيء،رفع غطاء القدر خلسة واضاف اليه بعض الماء من قلة موضوعة بالقرب منه بها ماء ،كانت فكرته ان المراة حين تاتي بالدقيق سيكون عليها وضع كمية اكبر منه ليوازن مقدار الماء المغلى..ولما فعل ارتاح لفعلته تلك وضمن كمية تكفي من الحساء لكبت الجوع ....فجأة سمع صوت صبي ضعيف النفس مبحوح النغمة ،وهو يخاطبه من ركن في ذلك المطبخ النصف مظلم : "واخا ، آردي تاشك إيمي ،راداس إنيح أقبيل إزويد أمان إتكينت !"
اي < :مهلا ،ستاتي امي بالدقيق ،وساخبرها انك اضفت الماء بالقدر >
استغرب الرجل لماذا لم يلاحظ وجود صبي بحجم ابريق في المكان ،وهو يراقبه وفوق ذلك يستطيع الكلام .وكيف انه لم يكن في علمه ان معشوقته لها ولد ،
فلم يستسغ للحظة ان تكون شريكته امرأة ومعها ربيب ،خاصة من ذاك النوع .فاندفع وخرج ،وغادر ديار ليلاه ،يلعن حظه ويستصغر نفسه الامارة التي قادته الى هكذا موقف .
رواية نقلت عن قدماء ايت ايكاس بتصرف بسيط.

كيف تصبح مهندسا في ستة ايام وبدون معلم ؟



عبد السلام ادير                                                                                                  

    رأيت فيما يرى المتيقظ الفاتح عينيه ،حلما واقعيا ،مأساتا مضحكة لسوء الحظ.فكل من جاءت على باله كلمة مأساة يفترض السوء والقلق ،إلا حلمتي هذه تتجاوز الأسف والغضب والاحتجاج والصبر إلى درجة الإضحاك.
أعرف رجالا كثيرين يملك الشيب رؤوسهم ووجوههم، ويملكون على الناس السلطة لفرض احترامهم ،واحترام سمعتهم ومناصبهم ،فترى الناس يجتهدون في بذل الغالي في سبيل توقيرهم والثقة فيهم كيفلا وهم من تقلدوا مصائر الناس واتمنوا على مصالحهم.وارزاقهم وارواحهم .،،
لقد تهاطل المطر هذه الايام ،وان لم يكن يتجاوز متوسط ما عهدناه ،فتهاطلت الضحايا من الغرق والانجراف مع السيول.
ودفن الناس امواتهم ،وتم وضع زخات المطر في قفص الاتهام
وبعد ذلك تم إعطاء شرف التعليق للمسؤول ليتكلم بوجه أحمر امام اهالي المفقودين ،ليس لطلب الاعتذار ولا لتقديم الاستقالة ،وإنما ليدفع بتفسيرات هو نفسه لا يصدقها ،ومضى غير خجول في استبلاد الناس .: < نعم لقد عرفت بعض المناطق تساقطات قياسية ،وبعض المناطق تربتها هشة ،وبعض السكان تهورا ،وبعضهم فاجأتهم سيول وهم في الأودية ،وسيتم البحث وو ...وقريبا سيتم ايقاف الامطار وتقديمها للعدالة ،كي لا يزعج الساكنة مرة أخرى.
لا حول الا بك ربي ،! بنية تحتية في عز الزهور ،قناطر من شوكولاط ،تهاوت بعد اولى قطرات الغيث .؟ اليس هذا مضحكا ،وضحكا على الأذقان ؟
استاذ قطع الاميال في ظروف ممطرة ،جبلية عصيبة ،تاركا ورائه أبنائه وعائلته ،قاصدا عمله ،لكن لم يصل لا الى العمل ولا الى الاهل.لقد اخذه السيل وسافر به بلا عودة.وسائق ...وقنطرة ،..
لا يستطيع المرء العاجل ان يسرد كل الضحايا والحوادث التي نشرتها الصحف وتناقلتها الآذان ،وإن أغبى الناس من يصدق غير ضعف البنية الطرقية عندناكسبب ،ليس السبب الوحيد طبعا هو السيد المنتخب الذي وقع على اتفاقية انجاز المشروع ،بل يضاف اليه المهندس الذي وكأنه لم يدرس في الهندسة ولم يستنزف موارد الدولة لتكوينه،ولم يؤد القسم لتخريجه ،ولم يتقاض أجرا لعمله،
يضاف المقاول الذي لم يحافظ على امانته وشارك في عملية الغش في البناء والتدعيم،يضاف بعد ذلك المسؤول المشرف على الصفقة ،الذي لا يرى مشاريع االتنمية وعرق الناس الا كنزا ورثه ،اوبقرة حلوبا من تركة ابيه.
أما المسؤلية الكبرى فعلى الناخب الذي وثق وخاف وتملق ونافق وتوجه الى صندوق التصويت ليقسم أن منتخبه رجل مناسب في المكان المناسب ،وان كل ما يحدث من فضئائح امر عادي ،ومحتمل ومقبول ،ولاداعي لاستقالة المسؤول او على الاقل الاعتذار،لأننا طبعا لسنا من البرتغال او كندا ،وليترك الحبل على الغارب والى المطر المقبل بحول الله.

رئيس جماعة وطلاب تالكجونت يخلقون الحدث بجامعة ابن زهر بأكادير


هي الأولى من نوعها تالكجونت تخلق الحدث بجامعة ابن زهر في كلية الاداب والعلوم الانسانية وذلك بزعم رئيس الجماعة السيد عبد المالك بازي بالقيام بأيام دراسية تحت عنوان: تالكجونت من خلال وثائقها التاريخية  يوم 22 نونبر 2014 وذلك وفق البرنامج التالي:

استقبال المشاركين
9:00
 جلسة افتتاحية:
    -  كلمة السيد عميد كلية الاداب والعلوم الانسانية.
   -  كلمة مختبر بحث المجتمعات الصحراوية.
   -  كلمة رئيس جماعة تالكجونت.
9:30
جلسة علمية:
10:30
 - المداخلة الاولى:
   "ملامح من تاريخ تالكجونت الزداغية " من تأطير الكاتب  والشاعر: احمد بوزيد الكنساني.

 - المداخلة الثانية:
   اسهام الوثائق العائلية بتالكجونت في كتابة التاريخ المحليمن تأطير: علي أعدي طالب بسلك الدكتواره.

 - المداخلة الثالثة:
      " تحول المجال العمراني بتالكجونت " من تأطير  الدكتور: الهشمي ايت سي.

 - المداخلة الرابعة:
   الكنتافي وطموح القضاء على مشيخة آل بازي خلال حركة سوس 1896 " من تأطير: محمد فراح طالب  بسلك الدكتوراه.

 - المداخلة الخامسة:
   الذاكرة الجماعية بتالكجونت " من تأطير عبد المالك بازي  رئيس جماعة تالكجونت.

 - المداخلة السادسة:
      " جرد وتصنيف أولي للمخزون الوثائقي لمجال تالكجونت " من تأطير رشيد اشباب طالب بسلك الدكتوراه.
 زيارة المعرض الوثائقي
13:00

 تحرير : فوزي عبد الحق

مقاوم بنكهة" العصيدة "


عبد السلام ادير

قبل الاستقلال بعقدين من الزمن ،كان "بويمزكان" من خارج ايت ايكاس،الراعي المأجور ،يرعى قطيع "دالحسن " من دوار آيت تامنت ايت ايكاس ،يطوف بها كل يوم غابة اركان تارة شمالا وطورا الى الجنوب.كان مخلصا في عمله ويعتبره دالحسن ساعده الايمن.إلا أنه كان عنيدا لا يتوانى عن إرتاع غنمه اينما وجد العشب والكلأ لا يعترف بحق ملكية أو حيازة ،
من عادة الساكنة أن يقننوا كل صيف عملية جمع ثمار الاركان فيمنعوا الرعي عن بعض المناطق الوفيرة الثمار حتى تنضج وتجنى بشكل جماعي ليتم توزيعها على الاسر.كانوا يعلنون اغلاق الغابة امام الرعاة جهرا وبإذن السلطات.
ابويمزكان هذا كان لا يتوانى عن الزحف بقطيعه داخل غابة ايت الغازي المحضورة ،،رغم تحذيرهم له ولصاحب الغنم مرارا.
حدث يوما ان رصده السكان ،متلبسا فقبضوا عليه متحالفين،ووسعوه ضربا.واستاقوا غنمه بعيدا عن مجال غابتهم ،وأخذوا منها كبشا سمينا ،ورجعوا به الى القرية للتشاور حول غنيمتهم. فقال أحد المتبصرين منهم : ليس عليكم أن تذبحوا هذا الكبش ،والا عايرتكم القبيلة وسار فضيحة لن تغتفر عبر التاريخ.
قيل وما نعمل به ؟ قال فتى منهم :سناخذ هذا الكبش الى" القائد ابراهيم" في تالامت ،واستقر رايهم على ذلك وأخذوا الكبش على ظهر دابة والحرارة يومئذ تتشقق من شدتها قواقع السلاحف ،والطريق طويل والناس في شهر الصيام. لكن الفتية كانوا قد اخذوا معهم ماء وفاكهة صبار طازج تحسبا لهجوم العطش. وكما توقعوا ما ان توسطوا الطريق حتى عجزوا عن المتابعة من شدة العطش فجلسوا الى شجرة وشربوا وتناولوا فاكهةهم المنعشة. واتفق ان مرت امرأة بجانبهم ،فلما اتضح لها ما يفعلون صرخت واطلقت سيقانها للريح خوفا ممن لم يخف الله.
استأذنوا حين وصولهم ،فأذن القايد في استقبالهم ،وقال : ماورائكم اهل ايت الغازي ؟فقالوا :جئناك بهذا الكبش هدية .فقد قايضناه بنصيب من ثمر اركان "أفيياش" لصالح دالحسن ،وارتأينا أن نقدمه لكم فما استحق اكله غيركم لما لكم في قلوب ايت الغازي من حب ومودة وولاء ،فشرفنا،سيدي بذبحه أمام أعيننا لنحمل بشرى قبولكم هديتنا الى اهلنا ،وكلهم يقرأون لك السلام.
فذبح الكبش،ورجع الركب ،وفي الغد توجه دالحسن الى القائد شاكيا باكيا ،لكن كان قد فات الأوان ولم يستمع إليه أحد.
أما بويمزكان ،فقد فارق دالحسن بعد سنوات وورث كنصيب لكده قطيعا خاصا به ،انتقل ليسكن وحيدا في دوار القصبة في "دار ايت بلا " الخالية من سكانها آنذاك.
في تلك الأيام من سنوات الاربعين كانت الحرب تحصد الاخضر واليابس بين الحلفاء والالمان في اوروبا وباقي المعمور ،وكانت فرنسا المستعمرة للمغرب تاخذ منه كل ما من شانه ان يكون حطبا لحربها.اخذت الشباب والمعادن وحتى الفحم والماشية.كانت تقطع اجزاء من الغابات فتجعلها فحما يصدر في الحين الى فرنسا.ولم تنج غابة ايت ايكاس من الاستنزاف ،وقطعت مساحات من غابة ايت الغازي وايت واعراب لغرض الفحم.وكان المستعمر وضع حارسا عسكريا ا خاصا بغابة ايت الغازي يمنع عنها الرعي.كي تستعيد الشجرة المقطوعة نموها .وتسمى المنطقة تلك ،محليا ،ب "لكتار ".
بويمزكان لم يتغير طبعه ،وعاود الدفع بغنمه الى لكتار تقضم براعم اركان الفتية ،وقد فطن اليه الحارس وحذره وانذره مرات لكن لم يرعوي ،فنصحه ناصح إن أبويمزكان لا تردعه إلا العصا..
ذات ظهيرة رصده الحارس للمرة الرابعة وهو متلبس لا عذر ولا اعتذار ،فوخزه بعصا غليظة واسقطه ارضا واشبعه ضربا ،لكن بويمزكان من شدة الألم لم يعلم متى وكيف تمكن من عصا نزل بها بقوة على رقبة الحارس ،فأرداه قتيلا...
كان احد الشهود رأى من بعيد ما جرى ،فلحق به بويمزكان وهدده بإبادة أهله، إن هو نطق أو باح بكلمة لأحد.فبقيت الجثة في الغابة اياما ،حتى اكتشفها المارة ،وصدرت الاوامر بالبحث والتقصي.
جمع المقدم كل الساكنة ،دارا، دارا ،وزنقة زنقة وخطب فيهم أن عليهم اكتشاف المجرم تحت طائلة سجن الجميع ،إنها أوامر قبطان فرنسي من تارودانت.
لم يستغرق البحث الا يوما حتى تم الاشتباه في بويمزكان ،رغم ان كثيرين غيره كانوا متهمين إما بحكم قرابة أوصداقة مع الجاني اوالمجني عليه.
اتفق الناس على الا يشعروا بويمزكان الساكن لوحده في خربته خارج القرية،وان يزحفوا ويطوقوا منزله،وتقدم بعض الشباب الاقوياء وقرع احدهم بابه ،متظاهرا أنه يبحث عن معزة" طارت" من قطيع له.فأنكر بويمزكان إن كانت في حظيرته معزة أي احد،فقال الآخر :اوتتركني اتحقق بعيني ليطمئن قلبي ؟
فتركه بويمزكان وفتح الباب فانقض عليه الشاب" بلخير "والتحق به الآخرون ،واقتيد بويمزكان مكبلا الى حيث مسرح الجريمة. لقد انكر في البداية لكن الشهود والحجج كانت له بالمرصاد، وحضر القائد ابراهيم راكبا سيارته ،و للاشارة،كانت هي اول سيارة يمتلكها ايكاسي ،وقال للجاني :ماذا فعلت ،؟فقال :لقد قتلت عدو ايت الغازي وعدو البلاد، وأرحتهم منه .
حضر القبطان الفرنسي ،ووقف على القضية، وجالس السكان في ظل شجرة على شرب لبن وعصيدة،الاكلة الرسمية المفضلة آنئذذ، وحرر محضر النازلة فاقتيد ابو الأذنين إلى حيث الكلمة للعدالة.

شخصيات بارزة بأيت اكاس




عبد السلام ادير

سعيد بن محمد الزداغي :
من رجال القرن 12 هج .ينتسب الى ايت ايكاس الزداغية (إداوزداغ )،كان يشتغل بالعدالة في المنابهة وكان خطاطا مجيدا ،وله كتابات مع معاصريه امثال عبد الرحمان ابن احمد الوداني،واحمد بن محمد اكنسوس،والفقيه محمد بن سعيد بن ابي بكر التيدسي ،وكلهم فقهاء وكتاب عدول بالمنابهة في عهد الحسن بن عبد الله الروداني،
محمد بن محمد الشريف الادريسي :
كان في بداية القرن 13 هج من الزاوية السليمانية (زاوية افركان )،رحل الى مراكش ومكث بها مدة طويلة للأخذ ،ثم رجع الى بلده ايت ايكاس ثم تصدى لتحرير الرسوم مع رفيقه الفقيه مبارك بن محمد الولتيتي ،والفقيه السجلماسي اللمطي،واحمد بن محمد بن عبد الله المعروف ب(ابن الحبيب)، صاهر الشرفاء الأدارسة بزاويتهم بايت ايكاس،وعنه اخذ يحيى الجراري،صاحب كتاب :ضوء مصباح في الاسانيد الصحاح.
سعيد بن محمد الايكاسي الزداغي :
من علماء ايت ايكس الزداغية في القرن 14هج ،من النساخ الماهرين،وقد وقف المختار السوسي على نسخة من (مشارق الانوار)للقاضي عياض ،نسخها بقلمه،عام 1353 ووصفه بانه "عالم احسن الخط " وسوى ذلك لمتعرف بداية حياته ومبدأ دراسته،ومنقلباته ومجالاته العلمية.

فرصة من يوكوهاما


عبد السلام ادير
استوقفتني وانا ضائع وسط دكاكين تارودانت ،سائحة ضيقة المقلتين ،خاطبتني صدفة ببعض كلمات فيها لطف وادب وغرابة ورجاء ، توضحت في الحين سحنة وجهها فرحا،لما اكتشفت انني افهم بعض الفتات من الانجليزية والفرنسية.
بالصدفة اكتشفت كذلك انني انتمي الى المنطقة التي ترغب في زيارتها، اخرجت خريطة جديدة ووضعت اصبعها على موقع جماعة ايت ايكاس،وقالت انها مغامرة يابانية دخلت من فرنسا ،ومستثمرة تهتم بالعالم القروي والشباب والمرأة،كما اوضحت انها تفضل اكتشاف المناطق المفترضة للاستثمار بنفسها بمنآى عن التعليمات التقنية والمطبوعات الاشهارية الجاهزة . 
سألتني إن كنت استطيع مساعدتها وادلها على من يمكن الاعتماد عليه في مرافقتها لاستكشاف المنطقة ،فاقترحت عليها بعد تفكير ان اكون من يقوم بالمهمة ،ولم اشر لها الى اي شرط او اي مقابل ،فاتخذت لنا عربة حصان الى محطة الحافلة "الطوبيس "واخذنا مقعدين في الوراء.
ادينا ثمن ورقتين وانتظرنا وقتا مهما قبل ان تمتلأ الحافلة وتتحرك على الطريق.
كان الوقت كافيا لتبادل التعارف بيننا،اما فيما يخص عيون الركاب التي كانت تحدق بنا فكان علي ان استعمل تقنيات وثقافة خاصة لاشرح لحفيدة اكيهيتو النصف عارية سبب تلك النظرات .
توقفت الحافلة امام سوق الاربعاء ونزلنا ،واتجهت بالسيدة الشابة صوب مقهى ايت ايكاس، وشرحت لها اننا بصدد شرب شيء ما ،واخذ قسط من الراحة ووضع خارطة للاماكن المراد استكشافها.وكان ان صادفنا يوم التسوق الاسبوعي الربعاء.
اعجبت اول ما دخلنا بابتسامة "ابي الدجاج " ولحيته الصلبة وطربوشه المائل ،كما اعجبها منظر الكراسي المشتتة والزبائن كيف يدخلون ويزاحمون صاحب المطعم داخل المكان الخاص بالطبخ،وسألت عن المطبخ فقلت :إن كل ماتريدين يعده الرجل من وراء ذلك "الكونتوار"العجيب، 
لاحظت بذكائها كيف ان استغلال الامكنة واليد العاملة عندنا اكثر اقتصادا منه في اليابان ،ففي كونتوار ابي الدجاج مثلا ،كما شرحت لها ،سلع ومشروبات وماكولات وصناديق وعلب وادوات اضافة الى آلة القهوة .ثم من وراء" الكونتوار "حيث يقف "القهواجي" كوانين جمر ومواقيد الغاز وقنينات وثلاجة وكراسي ومعدات وأمانات وأغراض بعض الزبائن ، وفوق راس الرجل على رفوف جدارية ،علب سردين وزجاجات مختلفة الانواع ،وفي الثلاجة نفسها فوضى اخرى لا داعي لتفصيلها ...
إنه يقوم بطهو اربعة اوخمسة انواع من الاطعمة ،ومثل ذلك من الاشربة ويغسل الاواني ،يناقش الاثمنة يسجل اصحاب الديون يخرج لتقديم الاكل او تنظيف الطاولات يتحكم في مستقبل التلفاز يرد على الهاتف ويستقبل الزبناء كما يخرج للتسوق يوم الاربعاء لتمويل اسرته البعيدة والمتعددة الافراد .
وهذا ما جعل السائحة تريد أن تفهم كيف يعمل ذو اللحية الجافة كل شيء بنفسه في مقهى يمكن ان يتسع للاستعانة بمساعدين إضافيين على الاقل، ؟ فقلت لها : إن من وراء كل هذا المرج والتعب مدخول ضئيل والرجل هناك متابع بدفع الكراء وثمن الطاقة والماء والضريبة ،ثم عليه النظر إن تبقى شيء ليقتسمه مع صاحب المحل الاصلي ،
سألتها ماذا تاكل او تشرب فاحتارت وتركتني اقترح فما وجدت غير زجاجة ماء معدني لتفادي اي احراج اوتبعات.
رأت الناس تأكل العدس في اوان كبيرة بدون فرشاة ،ومع كثير من الخبز ،رات من ياكل واقفا ومن يشرب مجانا ،ورات ايضا اكلات ياتي بها الزبناء من خارج المقهى ليتناولوها على موائد المقهى ، رات بعض الزبائن متكئين بدون طلبيات يتفرجون على التلفاز الضخم المغبر والمرقط من آثار بزاق الذباب والاهمال ،وبعضهم يلهو بالشطرنج البلدي او ورق اللعب التي شحبت اوراقه من كثرة الاستعمال،
ضجيج وفوضى وابتسامة الناذل للزوار من ركن مظلم ،وتبادله الصراخ حتى مع مع بعض المارة خارج المحل.
لست اعلم بكل مالاحظته تلك الدمية التي لا علم لي كيف تدربت على الحفاظ بابتسامة وجهها مهما تكون المواقف والظروف وكانها لقحت ضد العبوس منذ ولدت.
لم تعلم الزائرة ان لأبي الدجاج مهن اخرى متعددة غير المقهى ولكن النتيجة هي نفسها،مدخول هزيل ،وكذلك الامر بالنسبة لمئات امثال هذا الرجل في هذه المنطقة ،حاولت ان اترجم لها مقولة :"سبع صنايع والرزق ضايع فلم اتوفق لانها لم تفهم اصلا كيف يكون للشخص عندنا عدة مهن ولا يحقق العيش الكريم . وان مدخول عمله لا ينتعش الا يوما كل اسبوع او اياما في السنة .
لم ارد ان اضيف انه لم يتلق تعليما ولا يحمل دبلومات ولا يستفيد من اية تغطية كانت . وان مصيره وامثاله متروك تحت رحمة الزمان والمجهول .وتركتها ان تكتشف ذلك واكثر طيلة الرحلة التي بداناها من مقهى ايت ايكاس ،وساجتهد كي اطلعها متطوعا لا ماجورا ،على مزيد من معطيات قد تفيدها في دراسة المناخ العام لموقع مشروع استثمارهاالمستقبلي المفترض وكنت ارغب في ان اجعل منطقتي عند حسن ظنها علها تقتنع بحط رحال مشروعها التنموي عندنا.
غادرنا المقهى بعد ان اخذت لواجهته صورة بآلتها .ولم أر اي باس إن رافقتها لندخل الى سوق الاربعاء لاخذ نظرة .
فهل ياترى ساكون السفير الموفق والمرشد الناجح للرد على اسئلتها وفضولها خاصة وانها تمتاز بجدية في العمل وبذكاء عال وتتعامل مع الامور بمنطق دقيق للغاية.
صبرا ،عزيزي القارئ ،فهذا ما سارويه في المقال القادم بحول الله.فما رايك ؟

هل وجد علال ما يبحث عنه



عبد السلام ادير
من المنصف ان نكون واقعيين مع قرائنا ،ونعرفهم على شخصية السنة .إنه علال .
اعجبت مثل كثيرين بهذا الرجل حين يقوم بواجب رمزي ويفك الحصار فقط بيديه عن المياه المحبوسة بفوهات قنوات الصرف وسط الشارع ،انه الشخص الذي يشد انتباهك وهو يعمل بحركاته كانه في حلبة صراع.وقد اخذ شهرة في وقت وجيز رغم تسببه في احراج السلطات لتطفله على وظيفة ليست وظيفته، ولمخاطرته بنفسه بأن غطس في القادوس فاستدعي الى مخفر الشرطة للتحقيق .
أن تقدم على عمل تراه صالحا لبلدك امر عادي ومرغوب ،لكن بشرط ان تعرف متى وكيف وتكون لك الاهلية والصلاحية والوسائل لذلك.
يظن الكثيرون ان علال موجود فقط في المدينة ونسوا ان في كل منطقة علالاتها.
فمثلا منذ سنوات التقيت علالا في ايت ايكاس ،أقصد علال الذي فقد ابقاره ،وراح يبحث ويسأل في كل مكان.
لما حكى لي انه صاحب البقر ،قلت : نعم لقد سمعت عن بقر علال منذ زمن ،فهل فقدت ابقارك يا علال ؟
قال : نعم ولم اجد لها اثرا فهل لديك اية معلومات.
قلت :لا عليك سادلك عليها فانصت الي وتعال معي ،
وبينما نحن في الطريق وجدنا اكواما من حفاظات اطفال مستعملة ،ملقاة على القارعة،فاشرت اليها وقلت : ارايت هذا ياعلال ؟قال نعم .وتابعنا السيرفوجدنا رجلا كهلا يتكلم في الهاتف وكانه يغازل امرأة عبره،وقلت :اسمعت ياعلال ؟فلما بلغنا قرية وجدنا اكثر اهلها ياكلون من موائد احد الاغنياء وآخر ينتظر خروجهم لاخذهم مباشرة الى وليمة اضخم واكرم،فنظرت الى علال ونظر الي ففهم قصدي وهز كتفيه ومضينا،فوقفنا على احد الفلاحين يوسع مساحة حقله ويضيق طريقا عامة.بعد ان قسطا من ملك اخوانه ،فقلت :ارايت ياعلال،؟فمررنا على مدرسة فاسترعانا مشهد مدرس يخلوا باحدى تلميذاته بعيدا عن الانظار ،فتابعنا الى ان وجدنا حارس مخزن يعيد بيع الناس اشيائهم التي استأمنوه عليها ،فنظرت الى علال إن مازال يتابع معي فوجدت في ملامحه أن نعم.وجدنا اناسا افقر ما يكونون وهم يخلدون عرسا باغلى ما يمكن رياء وتكليفا على انفسهم، 
واكتشفنا الشيء الكثير قبل ان نكمل بحثنا عن بقر علال.....
جلسنا للراحة فرأيت أن أحاور علالا الذي سألني عن تأويل ما راينا ولم يفهم علاقة ذلك مع اموضوع بقراته الضائعة ،فقررت ان افصح له بدون الغاز وقلت :
ياعلال إذا سألتك فأجبني ،
ارايت الناس المتكدسين المتدافعين حول باب الحارس الذي يعيد بيعهم اشيائهم وإن كانت حقوقالهم واستامنوه عليها برضاهم أتراهم عقلاء ؟ قال :لا. فقلت : الم تر ان ذلك الرجل الوقح الذي يغازل على الهاتف امرأة ليست له وله اخوات وزوجة واولاد، ايكون انسانا سويا ؟قال :لا ابدا .
قلت واولئك القوم الذين يحملون بطونهو امامهم يبحثون عن ولائم المترشحين ونسوا ضمائرهم وباعوا مصالح بلادهم ودواويرهم في سبيل الولائم وارضاء من يسرق اصواتهم ،اتظنهم اناسا عاديين ؟قال :لا والله.
فقلت : أما الرجل يضيق الطريق ويغتصب حق جاره واخيه، ويفسح مجال ارضه على حساب ذلك ،هل تسميه رجلا ؟قال :لا.
أما ذاك الفقير الذي تصاهر مع من فوق مستواه ،وكلف نفسه بيع تركة اجداده ليساير الموضة وكلام الناس ويدفع تكبره على الجيران ويفلس نفسه بالديون في سبيل المظاهر الفضفاضة،هل تحسبه من العقلاء ؟ قال :لا يمكن.
-ارايت ياعلال المعلم المربي الذي كاد ان يكون رسولا كيف تحول الى ذئب ماكر يستنزف برائة تلميذة طموحة ؟هل تعده رجلا ؟ قال علال :والله ليس رجلا .
-لم احدثك ياعلال عن ذلك الذي يرمي بمخلفات ازباله على قارعة الطريق،ولا عن اولئك الذين يمضون حياتهم في مراقبة الناس ولا اولئك الذين يتخاطفون الحلوى والمشروبات في مجالس الضيوف الغرباء،ومنهم من يدخر الطعام من فوق موائد المضيف في جيوبهم الى وقت الحاجة، والذين يتحدون النظام والقانون ليظفروا بالاسبقية من دون الناس .والذين ،والذين ......فاستوقفني علال لانه لاحظ ان السلسلة لا تنتهي ،واضطرني للاختصار ،فقلت :كل هذه الامثلة يا اخي علال وباقي العشرات منها ،كلها لأناس ،طبائعهم وعاداتهم تجعلهم أشبه بالبقر منه بالناس العاديين، فلم تعد لك حاجة للخوف على بقرك فقد وجدته أخيرا ،وعرفت مكانه ،فلتبق مطمئنا ياعلال وانت اخي القارئ العزيز لاتشغل بالك اوتشفق على علال فقد وجد بقره.فتحياتي للعلالين ،الذي وجد شهرة في اصلاح مرفق عمومي ،وعلالنا الذي وجد بقره.وعفى الله على علال وعلى بقره.

اختر اللون الذي يناسبك