ععععععععععع

هل وجد علال ما يبحث عنه



عبد السلام ادير
من المنصف ان نكون واقعيين مع قرائنا ،ونعرفهم على شخصية السنة .إنه علال .
اعجبت مثل كثيرين بهذا الرجل حين يقوم بواجب رمزي ويفك الحصار فقط بيديه عن المياه المحبوسة بفوهات قنوات الصرف وسط الشارع ،انه الشخص الذي يشد انتباهك وهو يعمل بحركاته كانه في حلبة صراع.وقد اخذ شهرة في وقت وجيز رغم تسببه في احراج السلطات لتطفله على وظيفة ليست وظيفته، ولمخاطرته بنفسه بأن غطس في القادوس فاستدعي الى مخفر الشرطة للتحقيق .
أن تقدم على عمل تراه صالحا لبلدك امر عادي ومرغوب ،لكن بشرط ان تعرف متى وكيف وتكون لك الاهلية والصلاحية والوسائل لذلك.
يظن الكثيرون ان علال موجود فقط في المدينة ونسوا ان في كل منطقة علالاتها.
فمثلا منذ سنوات التقيت علالا في ايت ايكاس ،أقصد علال الذي فقد ابقاره ،وراح يبحث ويسأل في كل مكان.
لما حكى لي انه صاحب البقر ،قلت : نعم لقد سمعت عن بقر علال منذ زمن ،فهل فقدت ابقارك يا علال ؟
قال : نعم ولم اجد لها اثرا فهل لديك اية معلومات.
قلت :لا عليك سادلك عليها فانصت الي وتعال معي ،
وبينما نحن في الطريق وجدنا اكواما من حفاظات اطفال مستعملة ،ملقاة على القارعة،فاشرت اليها وقلت : ارايت هذا ياعلال ؟قال نعم .وتابعنا السيرفوجدنا رجلا كهلا يتكلم في الهاتف وكانه يغازل امرأة عبره،وقلت :اسمعت ياعلال ؟فلما بلغنا قرية وجدنا اكثر اهلها ياكلون من موائد احد الاغنياء وآخر ينتظر خروجهم لاخذهم مباشرة الى وليمة اضخم واكرم،فنظرت الى علال ونظر الي ففهم قصدي وهز كتفيه ومضينا،فوقفنا على احد الفلاحين يوسع مساحة حقله ويضيق طريقا عامة.بعد ان قسطا من ملك اخوانه ،فقلت :ارايت ياعلال،؟فمررنا على مدرسة فاسترعانا مشهد مدرس يخلوا باحدى تلميذاته بعيدا عن الانظار ،فتابعنا الى ان وجدنا حارس مخزن يعيد بيع الناس اشيائهم التي استأمنوه عليها ،فنظرت الى علال إن مازال يتابع معي فوجدت في ملامحه أن نعم.وجدنا اناسا افقر ما يكونون وهم يخلدون عرسا باغلى ما يمكن رياء وتكليفا على انفسهم، 
واكتشفنا الشيء الكثير قبل ان نكمل بحثنا عن بقر علال.....
جلسنا للراحة فرأيت أن أحاور علالا الذي سألني عن تأويل ما راينا ولم يفهم علاقة ذلك مع اموضوع بقراته الضائعة ،فقررت ان افصح له بدون الغاز وقلت :
ياعلال إذا سألتك فأجبني ،
ارايت الناس المتكدسين المتدافعين حول باب الحارس الذي يعيد بيعهم اشيائهم وإن كانت حقوقالهم واستامنوه عليها برضاهم أتراهم عقلاء ؟ قال :لا. فقلت : الم تر ان ذلك الرجل الوقح الذي يغازل على الهاتف امرأة ليست له وله اخوات وزوجة واولاد، ايكون انسانا سويا ؟قال :لا ابدا .
قلت واولئك القوم الذين يحملون بطونهو امامهم يبحثون عن ولائم المترشحين ونسوا ضمائرهم وباعوا مصالح بلادهم ودواويرهم في سبيل الولائم وارضاء من يسرق اصواتهم ،اتظنهم اناسا عاديين ؟قال :لا والله.
فقلت : أما الرجل يضيق الطريق ويغتصب حق جاره واخيه، ويفسح مجال ارضه على حساب ذلك ،هل تسميه رجلا ؟قال :لا.
أما ذاك الفقير الذي تصاهر مع من فوق مستواه ،وكلف نفسه بيع تركة اجداده ليساير الموضة وكلام الناس ويدفع تكبره على الجيران ويفلس نفسه بالديون في سبيل المظاهر الفضفاضة،هل تحسبه من العقلاء ؟ قال :لا يمكن.
-ارايت ياعلال المعلم المربي الذي كاد ان يكون رسولا كيف تحول الى ذئب ماكر يستنزف برائة تلميذة طموحة ؟هل تعده رجلا ؟ قال علال :والله ليس رجلا .
-لم احدثك ياعلال عن ذلك الذي يرمي بمخلفات ازباله على قارعة الطريق،ولا عن اولئك الذين يمضون حياتهم في مراقبة الناس ولا اولئك الذين يتخاطفون الحلوى والمشروبات في مجالس الضيوف الغرباء،ومنهم من يدخر الطعام من فوق موائد المضيف في جيوبهم الى وقت الحاجة، والذين يتحدون النظام والقانون ليظفروا بالاسبقية من دون الناس .والذين ،والذين ......فاستوقفني علال لانه لاحظ ان السلسلة لا تنتهي ،واضطرني للاختصار ،فقلت :كل هذه الامثلة يا اخي علال وباقي العشرات منها ،كلها لأناس ،طبائعهم وعاداتهم تجعلهم أشبه بالبقر منه بالناس العاديين، فلم تعد لك حاجة للخوف على بقرك فقد وجدته أخيرا ،وعرفت مكانه ،فلتبق مطمئنا ياعلال وانت اخي القارئ العزيز لاتشغل بالك اوتشفق على علال فقد وجد بقره.فتحياتي للعلالين ،الذي وجد شهرة في اصلاح مرفق عمومي ،وعلالنا الذي وجد بقره.وعفى الله على علال وعلى بقره.

0 ردود الأفعال :

إرسال تعليق

تعليقك هنا...................

اختر اللون الذي يناسبك