ععععععععععع

كيف تصبح مهندسا في ستة ايام وبدون معلم ؟



عبد السلام ادير                                                                                                  

    رأيت فيما يرى المتيقظ الفاتح عينيه ،حلما واقعيا ،مأساتا مضحكة لسوء الحظ.فكل من جاءت على باله كلمة مأساة يفترض السوء والقلق ،إلا حلمتي هذه تتجاوز الأسف والغضب والاحتجاج والصبر إلى درجة الإضحاك.
أعرف رجالا كثيرين يملك الشيب رؤوسهم ووجوههم، ويملكون على الناس السلطة لفرض احترامهم ،واحترام سمعتهم ومناصبهم ،فترى الناس يجتهدون في بذل الغالي في سبيل توقيرهم والثقة فيهم كيفلا وهم من تقلدوا مصائر الناس واتمنوا على مصالحهم.وارزاقهم وارواحهم .،،
لقد تهاطل المطر هذه الايام ،وان لم يكن يتجاوز متوسط ما عهدناه ،فتهاطلت الضحايا من الغرق والانجراف مع السيول.
ودفن الناس امواتهم ،وتم وضع زخات المطر في قفص الاتهام
وبعد ذلك تم إعطاء شرف التعليق للمسؤول ليتكلم بوجه أحمر امام اهالي المفقودين ،ليس لطلب الاعتذار ولا لتقديم الاستقالة ،وإنما ليدفع بتفسيرات هو نفسه لا يصدقها ،ومضى غير خجول في استبلاد الناس .: < نعم لقد عرفت بعض المناطق تساقطات قياسية ،وبعض المناطق تربتها هشة ،وبعض السكان تهورا ،وبعضهم فاجأتهم سيول وهم في الأودية ،وسيتم البحث وو ...وقريبا سيتم ايقاف الامطار وتقديمها للعدالة ،كي لا يزعج الساكنة مرة أخرى.
لا حول الا بك ربي ،! بنية تحتية في عز الزهور ،قناطر من شوكولاط ،تهاوت بعد اولى قطرات الغيث .؟ اليس هذا مضحكا ،وضحكا على الأذقان ؟
استاذ قطع الاميال في ظروف ممطرة ،جبلية عصيبة ،تاركا ورائه أبنائه وعائلته ،قاصدا عمله ،لكن لم يصل لا الى العمل ولا الى الاهل.لقد اخذه السيل وسافر به بلا عودة.وسائق ...وقنطرة ،..
لا يستطيع المرء العاجل ان يسرد كل الضحايا والحوادث التي نشرتها الصحف وتناقلتها الآذان ،وإن أغبى الناس من يصدق غير ضعف البنية الطرقية عندناكسبب ،ليس السبب الوحيد طبعا هو السيد المنتخب الذي وقع على اتفاقية انجاز المشروع ،بل يضاف اليه المهندس الذي وكأنه لم يدرس في الهندسة ولم يستنزف موارد الدولة لتكوينه،ولم يؤد القسم لتخريجه ،ولم يتقاض أجرا لعمله،
يضاف المقاول الذي لم يحافظ على امانته وشارك في عملية الغش في البناء والتدعيم،يضاف بعد ذلك المسؤول المشرف على الصفقة ،الذي لا يرى مشاريع االتنمية وعرق الناس الا كنزا ورثه ،اوبقرة حلوبا من تركة ابيه.
أما المسؤلية الكبرى فعلى الناخب الذي وثق وخاف وتملق ونافق وتوجه الى صندوق التصويت ليقسم أن منتخبه رجل مناسب في المكان المناسب ،وان كل ما يحدث من فضئائح امر عادي ،ومحتمل ومقبول ،ولاداعي لاستقالة المسؤول او على الاقل الاعتذار،لأننا طبعا لسنا من البرتغال او كندا ،وليترك الحبل على الغارب والى المطر المقبل بحول الله.

0 ردود الأفعال :

إرسال تعليق

تعليقك هنا...................

اختر اللون الذي يناسبك