ععععععععععع

همزة قطع


عبد السلام ادير
عندما تغرب الشمس ،وينكتم ضجيج النهار ،ويسري سكون الليل ،يجدها العامل والفلاح المغلوب فرصة للراحة واعادة تجديد الامل والتفاؤل بيوم قادم افضل .من اجل بيته وابنائه ونطاق عيشه.رغم الصعوبات وقسوة الظروف.لا يستعين الا بالله وما ملكت يداه.مغلوب لكنه يأبى الانهزام،يرضى بالقليل ويغالب طلبات اسرته طلما بقي به نبض من حياة.
بينما البعض الآخر يسهر لياليه لاهيا ،منفقا للمال ومستهلكا لكل ما لذ وطاب ،ممتعا عياله من ثروات مشكوك في مصادرها ،يلتف حوله الاصحاب والخدم ويزهو بنفسه وفتوحاته في زمان الفقر والعوز والبطالة والمفاسد.أدواته وراسماله الكذب والخداع والمكر والدهاء والوعود.يملك ضيعات وقطعان ابقار ومعامل وكلمته نافذة في منطقته ،يعرف كيف يروض مريديه وكيف يستغل جهل وامية وظروف منتخبيه .
راكم زعاماته واسماء مناصبه المتعددة ،ترائس جماعته وغرفة اقليمه وتقلد مهام لا تحصى ولا تفهم.واصعب الاوقات عنده حين يخرج كل بضعة سنين من قمقمه السحري المكعب ،ليبذل حياته،ماله،وعوده وكل ما يملك في استدراج اصوات ناخبيه ليحصل على ضمان للاستمرار في نعيمه.
اما الفلاح الايكاسي ،والعامل والمرأة والطالب والجدة فليناموا قريري العين ،مطمئني البال فقد اقترب الفرج وجاء المنقذ.
فغدا قريب ،ستنطلق ايام تحقيق كل المطالب والاحلام.فليس على الايكاسي ان يهتم اويغتم فقد عادت البشرى .
قريبا سيأتيك اصدقاء لك واخوان لم ترهم منذ سنوات .سيسألون عنك موج البحر وفيروز الشطآن .ستصبح مهما ومطلوبا لبضعة ايام.ستغدو قريتك وجماعتك جالبة انظار ومهبطا لسماسرة الاوهام والاحلام والوعود وزخرف الكلام.سيستفيق الساكنة على يوم ليس كالايام.سيخرج سيد السماسرة من بنيانه العاجي وستشق سيارته الفارهة غبار الدواوير البعيدة والشعاب الجبلية بحثا عن اهل له أضناه الشوق اليهم.سيقاتل كبريائه ويحنو على الصغير ويصافح الشاب ويوزع بطائق الزيارة،ويقبل راس الفلاح البسيط ويمحو امية الجدة الثرثارة..سيعبد الطريق وينجز كل المشاريع ويرخص شفويا لكل الطلبات.
سوف يضيفك الى مائدته ويضحي ببعض نقوذه ،باختصار سيكون عفريتا خرج من ذلك قمقم مكعب ،لن يعود اليه الا وطلباتك نافذة.
لكن ،قبل ذلك ستتحول الدواوير الى بؤر للاختلافات والتنافس الاحمق وقد تحدث تصادمات حتى بين افراد العائلة الواحدة.
في جماعتي القروية شباب قليلون من اولي الغيرة على جماعتهم تمكنوا الى اليوم من الانخراط في بعض الاعمال والانجازات الجمعوية واستطاعوا طيلة سنين ان يجمعوا بعض افراد حول جمعيات وافكار للتنمية ،ستأتي الزوبعة "الانتخابوية" لتهدم وتحصد كل شيء .سينتشر السماسرة والمتملقون والازلام.ستولد مواقع وجرائد وابواق ودعوات الاشتراك في مدة قياسية لتعيد عقارب التنمية الى الصفر في ايت ايكاس .
قد لا يستحمل رهيف الاحساس ان تصاب بلده كل دورة انتخابات بهذه الكوابيس .وان تفرغ انتخاباتنا المحلية من محتواها وتزيغ عن سكتها المرسومة في خطابات عاهل البلاد الذي اعطى الضوء الاخضر جهرا ورسميا لانخراط الشباب من الجنسين في المسلسل التنموي للبلاد.
فهلا تصورنا ان انكرنا هذه الفرصة الذهبية وفرطنا في منطقتنا وسلمنا مصيرها مجانا للمنتهزين والاستغلاليين؟
أولو تقدم شبابنا بافكاه وبرامجه،وتقرب لاجل ذلك واستفاد من ذوي الخبرة والحس النبيل والنيات الحسنة، فاية رياح امل جديدة ستهب ،واي مستقبل سنرى .؟
سألت طفلا ،ماذا لو خرج عليك من قمقم ،عفريت صغير (ليس المقصود عفاريت بنكيران !)،وعرض عليك اقصى ما تستطيع طلبه قبل ان يختفي ؟فقال الصغير حائرا في الاختيار : ساطلب ,ساطلب ،..سأطلب منه ان ينتظر حتى افكر جيدا في مطلبي.وتاتي اختي لتساعدني في حسن الختيار .وساطلب لاجل والدي ومعلمي وكل قريتي...!؟!

0 ردود الأفعال :

إرسال تعليق

تعليقك هنا...................

اختر اللون الذي يناسبك