ععععععععععع

سنة أمازيغية سعيدة 2964 وكل عام وأنتم بألف خير


يحتفل المغرب يوم السبت 13 يناير الجاري برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2963. ويصادف الاحتفال بالسنة الأمازيغية لهذا العام  ذكرى مرور إحدى عشرة سنة على صدور الظهير الشريف رقم 299-01-1 (17 أكتوبر 2001) القاضي بإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وأزيد من سنة على ترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور الجديد. ويؤكد هذان المتغيران اللذان نخلد السنة الجديدة تحت ظلهما، أن المغرب تبنى اختياراً لا رجعَة فيه، يؤسس لبناء دولة ديمقراطية وحداثية، مرتكزاتها المشاركة والتعددية والحكامة الجيّدة، وإرساء دعائم مجتمع متضامن، قوامه الأمن والحرية والكرامة والمساواة وتكافؤ الفرص، والعدالة الاجتماعية، ومقومات العيش الكريم، في نطاق التلازم بين حقوق وواجبات المواطنة.
إن إحياء المغاربة للسنة الأمازيغية يتضمن الكثير من المعاني ويرسل العديد من الإشارات. فهو من جهة، احتفال يفتح بابا للتواصل مع مكون ثقافي أولي وأصيل على اعتبار إحياء الذكرى ليست وليدة اليوم، فقد شكلت في الماضي تقليدا تاريخيا دأب عليه المغاربيون القدامى في ارتباطهم بالأرض وخصوبتها وبالتقويم الفلاحي وتقلباته، مع ما يستدعيه ذلك من نسيج قيمي وحمولة ثقافية تستحضر فيها التراث والعادات والتقاليد التي تحدد ملامح الهوية الوطنية. ولعل ما ظل يكسب الثقافة الأمازيغية عمقها وأصالتها، تلك العلاقة الوثيقة بالبيئة وذلك التصور الجدلي للإنسان في علاقته بالطبيعة. وهو من جهة أخرى،  يعتبر تجليا لتعبيرات الثقافة الأمازيغية كرمز أساسي للعمق التاريخي للحضارة المغربية، وفرصة للوقوف عما أنجز في مجال النهوض بالثقافة الوطنية بصفة عامة والثقافة الأمازيغية بصفة خاصة في مختلف مجالات الإنتاج الثقافي والفكري والنشر والفنون والإبداع والتعاون والشراكة والدعم والتكوين والانفتاح على المجتمع المدني، والمجالات الهامة التي يضطلع بها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، من تهيئة للغة، وتقعيد الكتابة بحرف تيفناغ، والبحث  في بيداغوجيا الأمازيغية وديداكتيكها، والدراسات والأبحاث حول التعابير الثقافية والفنية، وإدماج الأمازيغية في منظومة التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، وإدماجها أيضا في الحياة العامة.
مما لا شك فيه أن كل هذه الحصيلة تعتبر مكتسبات تنضاف لأخرى تشمل ما تم إنجازه في مجالات الشراكات المؤسسية والشراكة مع المجتمع المدني، وربط الثقافة بحقوق الإنسان، وإلى الجهود المبذولة في سياق تدريس الأمازيغية في المدرسة والجامعة المغربيتين، وإلى ما تم تحقيقه على الصعيد الإعلامي، خاصة بعد تفرد الأمازيغية بقناة تلفزية خاصة.
بيد أن الدرب لازال طويلا للوصول إلى تبوأ الثقافة الأمازيغية المكانة التي تستحقها في سياق الثقافة الوطنية المتسمة بوحدتها وتنوع مكوناتها وغنى مشاربها. وهو ما تعبر عنه مواقف أحزاب سياسية ومساهمات النسيج الجمعوي ومختلف الفاعلين الأمازيغيين، وهو أيضا ما تتضمنه الخطابات التي تحاول هذه الفعاليات جميعها تمريرها مستعينة بانفتاح قوي لمختلف وسائل الإعلام العمومية السمعية والبصرية والصحافة المكتوبة، على ثقافة أمازيغية تعتبر بحق ثروة وطنية ومصدر فخر واعتزاز لجميع المغاربة وللمغرب الغني بتعدده، يروج للعالم صورة مشرقة  لتدبير عادل ومتوازن لتنوعه الثقافي واللغوي.
بقي اليوم، وبمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة، التأكيد على ضرورة حسن تدبير تنزيل دستوري ديمقراطي يصون المكتسبات وينشد المزيد من المنجزات.. ومن ذلك الدعوة الملحة لعموم الحركة الثقافية الأمازيغية من أجل عقلنة مشروع المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، وكذا إصدار قانون تنظيمي للغة الأمازيغية وإدماجها في مختلف مناحي الحياة العامة.

                                       جريدة بيان اليوم

0 ردود الأفعال :

إرسال تعليق

تعليقك هنا...................

اختر اللون الذي يناسبك