ععععععععععع

النورس الحزين

بقلم : عبد السلام ادير

حين حل الصيف من سنة ستة وتمانين، سارت الاستعدادات لإقامة الاعراس والمناسبات العائلية على قدم وساق.

تشمل الاستعدادات إصلاح الغرف،وشراء الحاجيات من الافرشة والالبسة والاغدية وغيرها..
ولكم يعجب المرء لم يتكلف الناس إنفاق كل تلك الاموال ،ويربط الانسان سمعته ومكانته داخل دواره بإكثار ما ينفقه رياء الناس وتبجحا بالغنى وتزيينا للمظاهر.
فترى الرجل وهو يقيم عرس ابنته او ابنه يخسر ما يملك وما لا يملك لاقامة فرح في"المستوى".ليس طبعا لانه يبالغ في حب ولده فحسب ،بل لأن نساء بيته بسبب حبهن التباهي امام الجيران ،هن من يوعزن له عتادا من المشتريات فوق الحاجةوالطاقة إن هو أراد السلم والحفاظ على مكانته بين اقرانه من الرجال.
أما نازهرة وبناتها الاربع وابنيها والاب فقد استطاعت انجاح زيجة بنتها الكبرى بأقل الخسائر الممكنة. 
لقد تعلمت نازهرة وعلمت ابنائها الكفاف والعفاف والغنى عن الناس.كانت لها بضع نعجات وثلاث دجاجات وضمير شديد الارتياح.
بينما كان المعنيون من سكان القرية يتسابقون في توفير الحد الأقصى لإقامة حفل زفاف لائق ببنيهم،ويبيعون غلات زراعتهم ومواشيهم ،ويقترضون ويستقرضون الدعم المالي ،والمعنوي ،وينفذون داخل متاهات من برامج لا تنتهي، كانت نازهرة لا تخرج عن عملها اليومي المالوف ،تخرج شياهها للرعي ،زوج بلا دخل ،وولدين لا يوفران غير القليل من اجرة عمالهما الموسمية .
خطبت كبرى بنات نازهرة لم يعرف احد متى ولا كيف.وموعد العرس كان يوم خميس.ذلك اليوم لم نرى عائلة نازهرا إلا في اعمالها الروتينية اليومية العادية.
قبيل الظهيرة دق الباب شاب ،معه امرأتان ،أمه وأخته على مايبدوا ،وليس معهم من متاع الا القليل.
فتحت نازهرة الباب ورحبت بالقدوم ودخلوا وأغلقت الباب ورائهم.إنه الخاطب وامه جاء ليأخذ عروسه.
تغدى افراد العائلة مع ضيوفهم مجتمعين حول مائدة واحدة.وبعد الكاس الاخيرة من الشاي ،أمرت العروس بإعداد نفسها والعودة لتوسط الحضور القليل من اخواتها الثلاث واخويها والوالد ين والضيوف. 
ضحك الجميع ومرحوا في سرور ،بل وأحضروا بعض اواني مطبخية فارغة وجعلوها طنابير ودفوفا واندمجوا في الغناء وبعض الرقص المباح،وأقاموا لوحدهم لوحة فلكلورية هوارية أكثر من رائعة لبساطتها.
لم يحن وقت العصر حتى فرغ الجمع من طقوس الحفلة.ونهض الضيوف خارجين وتبعتهم عروستهم بعد ان ودعت اهلها.وحملت بدورها ماقل من المتاع. أما نازهرة فقد رافقت المويكب مع احد ابنائها راجلين الى حيث الطريق الرئيسية على بعد كيلومترين.هناك اتخذ العروسان طاكسي ستنقلهما الى أقرب محطة إلى دوارهما ليكملا السير راجلين كذلك.
ودعت نازهرة اصهارها وبنتها ،وعادت ،وخلال طريقها جلبت ما استيسر من الكلأوالعشب لاطعام نعجاتها ،وانتهى العرس. إنه عرس فريد من نوعه،لم يلاحظه حتى الجيران الا ماتناقله بعض الفضوليين من أذن لأذن.
وحتى احد الشبان من الجيران الذي تمكن من سرقة نظرة من فوق سطح منزله المجاور ،حينما سمع الزغرودة الوحيدة في العرس ،فقد تولى دا محماد والد العروسة أمره ،حيث بكر في الغد إلى مقر السلطة المحلية وتقدم ضده بشكاية بتهمة التجسس والمس بحرمة الجار وحريته في التعريس والتختين.
ذلك الشاب نفسه هو من حكى لي هذه الاقصوصة ،بتفاصيل اكثر،وقال انه دفع غرامة مهمة إثر شكاية داموحماد.
عشرات الشباب لا يعجزهم عن الزواج الا كثرة ماتكلفه العادات الدخيلة على مجتمعنا من مصاريف وتبعات ومسؤوليات.
وكأن طائر الهدهد المعروف بإتيانه بالنبإ اليقين ،قد قال احد القدامى على لسانه : << تشقا تاكات ،تغلا تيسنت ،تفو توديت ،كيس تيزيت. >> .آه ! واش باقي متبع معايا ؟هههه.!?
إشارة :الاسماء التي وردت في الاقصوصة ليست حقيقية لكن القصة حقيقية وايكاسية مائة بالمائة.هدية الى كل اصدقاء ملتقى شباب ايت ايكاس.

0 ردود الأفعال :

إرسال تعليق

تعليقك هنا...................

اختر اللون الذي يناسبك