ععععععععععع

سحابة غشت


بقلم عبد السلام ادير
تململ السيد المسؤول في كرسيه المخملي وابتسم الى من حوله واثقا في حسن اختياره ومسيرة برامجه وافكاره.واطلق عبارات واشارات لم يفهمها الا من على شاكلته ،تبادل الكل كلمات التملق والمجاملات ،اخذت له صور تذكارية وشرب نخب الفوز ،وهو محفوف باصدقائه.مبتسم ناسي انه صعد الى مكانته على حساب فقراء ومغلوبي ومغلوبين على امرهم بدأ الآن يقلق معاليه انهم لم يتعلموا كيف ينضبطون ويقنعون ويحمدوا الله على ان جعل للدفاع عنهم امثال حضرته. لقد نسي تماما انه كان بالامس يدق ابواب اكواخهم مستجديا اصواتهم المبحوحة ليملأ صندوقه الانتخابي.
لم ولن يخطر على باله وجود امرأة فقيرة حد الادقاع كانت تنقلت رغم شيخوختها وصوتت لصالحه ،وكان صوتها ذا وزن في ترجيح كفة الاغلبية لصالحه وفاز ،لم يسمع ب<ناتودة>
المرأة الجبلية التي كابدت طول سنواتها التسعين من اجل أدنى شروط العيش والكرامة.فقدت زوجها مبكرا اعالت ابنتها الوحيدة حتى كبرت وتزوجت ،وبقيت العجوز وحيدة تسكن خرابا في الجبل ،قبل ان تهبط الى سهل ايت ايكاس حيث اخ لها تمكن من الحصول على بقعة فلاحية منحتها الدولة ابان مسيرات الخير وانطلاق المشاريع الفلاحية والتعاونيات بتارودانت على عهد للمرحوم الحسن الثاني اواخر السبعينيات.بنى داعلي اخو ناتودة بناية عشوائية لحراسة بقعته قبل ان يتركها بعد سنوات وينتقل الى المجمع السكني للتعاونية.ليتركها ملجأ لاخته ناتودة تقضي به شيخوختها وتقاعدها. تسترزق وتعيش على لقيمات هنا وهناك.
كلا ،لم ينساها المجتمع.بما فيه منتخبون ومسؤولون.فأيام حملاتهم يغرقون كوخها الحقير باكوام الاوراق الملونة دون حياء ولا توقير سنها.<صوتي يا ناتودة ! ،إختاري مرشحك المثالي!اختاري الخلاص! >...

إستوى المرشح حينما غنم وبلغ مرامه على كرسيه غير العادي حين جائته مكالمة بحدوث بعض سرقات مواشي في المنطقة ،فلم يفعل شيئا غير فتح كراسته الجديدة على طاولة مكتبه ،وكتب بخط ركيك الشكاية التي تلقاها في خانة المعلومات الى جانب شكايات اخرى من قبيل الترامي على الملك العمومي ومطالب وارقام هواتف واشياء اخرى...
لقد تعرضت ناتودة المسكينة لغزو اللصوص ذات ليلة ليلاء فاخذوا النعجة الوحيدة التي كانت تملكها.وتستانس بها .حدث هذا منذ سنوات قليلة ولازال الساكنة يتوجسون خيفة من هذه السرقات المتكررة التي عمت منطقة نفوذ السيد المسؤول والمنشغل باخبار السمسرات والميزانيات التي تصبها الدولة في برامجه المثقوبة.
أحست العجوز بالدمار في مشاعرها ،واستنزلت حالتها عطف بعض السكان ممن شجعوها على تقديم شكاية بموضوع سرقة شاتها وهي كل ماتملكه.
كانت ترددت لخوفها وعدم قدرتها.واخيرا، استحضرت كل بركات الاولياء والصالحين الى ان تمكنت من الوصول الى مركز الدرك الملكي.وهي مريضة ،فتركت منتظرة ما شاء الله حتى خرج احد الدركيين وقال بصوت بريء من اللطف اوالعاطفة: أشعندك نتيا لالة ؟
فما ظنت انها المقصودة بكلامه لضعف اداة السمع عندها حتى كرر سؤاله.فاجابت بمقدمة ،مستنزلة فيها دعوات البركة والنجاح والحفاظ للمخزن وكل رجال البلاد ،فدفعها الرجل إلى الدخول مباشرة في الموضوع.فجعلها تختصر ما امكن قضيتها وادخلها الى احد المكاتب لتسجيل اقوالها ،وسئلت إن كانت لها أية حجة على اللصوص. فنفت واجابت أن الحمد لله حيث لم تكن نائمة في كوخها ليلة سرقت شاتها إذ كانت عند اخيها في مناسبة عائلية.والا لكان مصيرها ميؤوسا منه.
فقال العسكري وهو ينهض ويامرها بالانصراف: تفضلي بالخروج ومتى وجدت دليلا ما ،عودي الينا.فطلبت منه واقترحت ان يخرجوا الى عين المكان لمعاينة الكوخ المعرض للسرقة.فقال لها إلى بغيتي نخرجوا خاصك تخلصي تنقل. (.....درهم...).أنى لها الدراهم يا أخي ؟الم يشفيك حالها وحالتها ؟
فتركت المسكينة المخفر وعيناها دامعتان تمسك بعكازها ويداها ترتجفان ،وهي تدعو الله ان يعوضها مسروقها وينتقم من الظالمين.
أنى لها من مصاريف تنقلها ودوائها ومعيشتها حتى تضيف مصاريف البحوث القانونية.؟
إذا كنت انت وانا على الاقل ندرك ان المسؤول الفلاني اوالفلاني لا يقوم بواجبه واننا صوتنا لصالحه عن قصد ودراية واقتناع ،وتعاطف ،ونحن بكامل قوانا ،فإن من منطقتنا من نسيه المجتمع تماما ولفظه مثل البحر ،وترك لمصيره المظلم وحيدا لا يملك مايستر عورته او يسد رمقه او يضمد آلامه.ولا يملك الجرأة على طلب العون من اي كان ،كرامته اغلى من ان يذل لإرشاء او استجداء ،تارك كل ذنوبه يتحملها هذا المجتمع القاسي الذي لا ينظر الا لذي مال اودرجة.

0 ردود الأفعال :

إرسال تعليق

تعليقك هنا...................

اختر اللون الذي يناسبك