ععععععععععع

السياسة والساسة بالعالم القروي



لا شك أن للانتخابات دور مهم في البلدان الديمقراطية حيث النزاهة والشفافية وحيت وعي الشعوب بأهميتها في النماء والازدهار بحكم تلك المسؤولية الملقاة على عاتقهم في اختيار ممثلوهم في المؤسسات المختلفة للبلاد حيث القانون فوق الجميع .
بالرجوع الى اقليمنا تارودانت في السبعينات والثمانينات حيث ذلك التهميش للجنوب بصفة عامة بتلك النزعة العنصرية " المغرب النافع وغير النافع" حيث قلة ان لم نقل انعدام لتلك المشاريع الكبرى بالمنطقة التي ستغير من عيش الساكنة للأحسن بتوفير فرص الشغل أو حتى توفير تلك الخدمات التي كان المغرب النافع ينعم بها ،والكثير منا عرف تلك التجاوزات الخطيرة التي سببها ذلك الاهمال على الساكنة بحيث ساد الفساد مختلف القطاعات الحيوية دون رقيب ولا حسيب والكل سمع عن قصص لذوي النفوذ والسلطة والمال حين أصبحو فوق القانون و كلنا عشنا وسمعنا قصصا لساسة فاسدين ويفعلون ما يحلو لهم بل حتى أصدقائهم وذوي القربى لهم مكانة خاصة لدى السكان خوفا من سوء العواقب فالويل لك ان عكرت مزاجهم أو وقفت ضدهم ولو في الأشياء التافهة، بينما المساكين المقهورين ضلو متفرجين فقط ، فبالكاد هذه الحالة عشناها في مختلف المناطق وبالخصوص في اقليمنا .
رغم ان اغلب الأحزاب تطبل وتتبجح بانها تهتم بالشباب وأنها تتوفر على شبيبات ناشطة وفاعلة وتحتضن هموم الشباب وتعمل على تاطيره الا ان الواقع يؤكد ان الشباب عازف عن العمل السياسي لان الاحزاب تحولت الى الات انتخابية تبحت عن المناصب فقط .سواء محليا او جهويا وتنامي الصراعات الداخلية والتشبت بالكراسي وتمركز القيادة في يد فئة معينةالشىء الدي يضع حواجز امام الشباب في التداول والتدرج للوصول للمسؤوليات بشكل ديمقراطي بمعنى اصح تغييب الديموقراطية الداخلية مما يجعل الاحزاب بعيدة عن التنشئة السياسية اضافة الى السلوكات الناتجة عن بعض المنتخبين والصورة التي اصبحت لصيقة بالعمل السياسي. 
فهي أي الأحزاب تمنح تزكياتها لمن «يعرفون كيف يفوزون».. بغض النظر عن الوسيلة أو الطريقة, هكذا أضحى لقب " العضو " ومنهم من يلقبه ب " الرايس "  يلخص صورة نمطية لكثير من مستشارينا ومنتخبينا الذين دخلوا عوالم السياسة من أبوابها الواسعة وهم لايفقهون في علم السياسة سوى باب الجماعة والقيادة , حيث يرجع لهم الفضل في أن أصبح لساكنة القرى والمداشر رصيدا لغويا يغازلون عبره مستشاريهم الجماعيين بترديد عبارات "سعادة الرايس ".
و يفيد لقب "الرايس" في القاموس الجماعي المغربي , ذلك الكائن الانتخابي الذي فاز كمستشار في الانتخابات الجماعية , وأصبح أهل الدوار لا يجتمع لهم جمع على صينية شاي في الولائم والمأدبات والأعراس والمآثم إلا و" الرايس "قد تربع بين ظهرانيهم , ليحكي مغامراته الانتخابية ويشكو همومه الجماعية ويسرد علاقاته العنكبوتية التي تربطه برجالات المخزن بدءا بسعادة "القايد" مرورا بموظفي العمالة ، القيادة والجماعة وصولا الى "الشيوخ والمقدمية "
لازلت أتذكر جيدا كيف شق الكثير من "الروايس" أقصد  رؤساء جماعاتنا طريقهم بثباث نحو مجلس الجماعة و حصلو على لقب سعادة" الرايس" وصارو حديث الساعة منذ أن دخلو عالم السياسة ولم يعد للساكنة حديث إلا من قبيل "الرايس جا... الرايس مشا ... الرايس قال... "
" الرايس" أو العضو  بفضله أصبح أهل الدوار يطلعون على جديد الجماعة ومشاريعها المستقبلية وصراعاتها الطاحنة بين أغلبية ومعارضة , ساكنة أصبحوا يؤمنون "بالرايس" أكثر من رئيس حكومة بلدهم وأضحوا يتقون بوعوده و يتبركون بإطلالته , وفي معتقدهم بأن الرايس صاحب عصا موسى الذي يضرب بها على طاولة اجتماعاته بالجماعة لينقشع ضوء أو لينهمر الماء, في اعتقادهم "الرايس هو لي جاب ليهم الما و الضو ...و جاب ليهم الطريق وقبلها سور المدرسة الابتدائية و المطفية و و " ساكنة لا قاموس لديهم للبرامج الوطنية للطرق القروية سواء الأول ،الثاني أوالثالث والذي يهدف الى توسيع عملية فك العزلة على دواوير ومداشر العالم القروي و غايته اعداد متوازن للمجال عبر تقوية التضامن الوطني وتقليص الفوارق الجهوية , بتمويل تم رصده من صندوق التمويل الطرقي الذي تم انشاؤه سنة 2004 و الذي يستهدف الجماعات القروية الفقيرة , والأهم من ذلك أن الفضل يرجع في فك تلك العزلة عن دوار "الرايس " الى دافعي الضرائب من المغاربة والتي تستخلص فواتيرها من جيوبهم .
أغلب الروايس أو الأعضاء  لديهم بروفايل مستشار جماعي محنك ,بالرغم أنه لم يلج قط حجرات المدرسة العمومية  وهو الحال بالنسبة لكثيرين من رؤساء جماعاتنا الترابية , الذين لا تجمعهم بجماعاتهم إلا خطوط هواتفهم النقالة ودورات الحساب المالي و الاداري , وطبعا سيارة الجماعة التي يمتطونها والتي لا تعكس موديلاتها الراقية تصنيف الجماعات التي يرأسونها ضمن الفقيرة ترابيا , سيارات تجوب شوارع لتقضي أغراض خاصة وخارجة عن المهام, ويعتليها رؤساء جماعات يسيرون مشاريعهم الشخصية ومآربهم العائلية.
.
"الرايس" أصبحت له خاتم سليمان و تبث موطئ قدم له بعالم السياسة الجماعية , وصار يمازح موظفي القيادة والجماعة ويبسط معهم , وأضحى مقصدا لقضاء الأغراض الادارية من أوراق بطاقة التعريف الوطنية الى وثائق كناش الحالة المدنية وتدوين الزيادات والتشطيب على الوفيات و مهاتفة سائق سيارة الاسعاف الجماعية, وحتى لإغاثة من لسعته عقارب فصل الصيف ولم ينفع معه نفث غاز البوتان وتشريح موضع السم "بالرازوار" , لم يقتصر دور الرايس على هذا بل طالت يداه لتجلب خيمة "خزانة " الجماعة لنصبها في الأفراح والمآثم في عقر دار الدوار وترؤس مراسيم الدفن و التباهي بدفع "الغرامة" في الأعراس والتهليل بقيمتها المالية أمام القبيلة وتسخير أناس يحسنون قرع الطبل والغيطة , لتلاوة محاسن الرايس والتذكير بعطاياه وترديد عبارات "قال ليكم الرايس ....والتلويح بالزرقة ".
هكذا "الرايس" أصبح مرجعا في عالم السياسة لأنه فطن بأن ممارسة السياسة بالدوار تقود الى كرسي الجماعة
ولم يبق "للرايس" سوى أن يترأس جمعية مدنية لتوسيع دائرة أنشطته الاجتماعية والخيرية, هكذا بسط سعادة "الرايس" وأمثاله كثيرون وسائل التحكم في السياسة بنكهة الجماعة , وابتكروا أساليب السعي الى تحقيق التوازنات الماكروانتخابوية انطلاقا من الدوار.

0 ردود الأفعال :

إرسال تعليق

تعليقك هنا...................

اختر اللون الذي يناسبك