ععععععععععع

خبز ايكلي


عبد السلام ادير
شخص طويل القامة،واسع المنكبين ،خاوي الوفاض فارغ المعدة ،محترم المظهر .وقف وسط الحشد في سوق حد ايكلي،امام بائعة الخبز ،وعيناه لا تفارقان منظر الخبزات الساخنة المجمرة الخارجة توا من الخباز ،انها خبزات شهية وهي من دقيق حنطة البلاد التقليدية.شعر الرجل بامعائه تتلوى ،ولم يمنعه سوى الخوف وجيبه الفارغ على اقتناء واحدة منها.
وقعت الحادثة هذه ايام الاستعمار حيث عم الجفاف ولم يكن ياكل الخبز الا الميسورون القلائل او ذووا حظ عظيم.
ذهب الرجل الجائع في السوق وجاء ،وهو يعلم في نفسه انه لا يملك عذرا في التواجد في السوق.ولا حتى في بيته حيث ترك عيالا جياعا لا يملكون شطر تمرة. 
ففكر الرجل ثم فكر ،لكن الجوع يشوش له على التفكير السليم.فتخيل نفسه وهو يلتهم خبزة خباز محشوة بسمن البقال الوحيد في السوق ،وهو يبيع غير بعيد من صاحبة الخبز الرفيع،سمنا وزيتا من اشهى مايكون.
قال الرجل في نفسه ،وهو يضع آخر اللمسات على مخطط قرر تنفيذه :كم سيكون لذيذا لوتمكنت من خداع البائعاين ،وعلى كل حال لن يتحمل الجوع الانتظار ،فلنر ما يمكنني فعله من اجلك يا بطني.
تحين اول فرصة وخطف بيده خبزة عذراء خرجت للتو من مصنعها ،موضوعة الى جانب صاحبة الخباز وطار مثل البرق ليجد نفسه امام قدر متوسط من السمن البلدي وضعه البائع مفتوحا امامه للاشهار.فغمس فيه الرجل الخبزة التي سرقها فعلق بها نصف كيلو سمن بلوري لذيد ودسم ودفع بغنيمته شطيرة في فمه الواسع دفعة واحدة وشغل عملية الابتلاع مع مضغ عشوائي لطول عهده بالنعمة.
رمقه البائع وهو رجل قصير القامة ونهض اليه وانقض على وريديه وضيق علر حنجرته أملا منه في ايقاف دواليب الطحن ،وتجمهر الناس حولهما ،ووقف المخزني والمقدم وأمرا بالا يتدخل احد بينهما ليتفرج الناس قليلا.
كلما ضغط صاحب السمن على عنق الرجل ،يقول له :"والله لا دخلات ،والا جات من كرشك ،" يعني الخبزة ، والآخر يصر ويستمر في الالتهام ويقسم :"والله يا حتى تدوز !"
اما صاحبة الخباز فصارة تنزل عليه ب"تافالا" (اداة خشبية مستديرة ذات عصى يوضع الخبز عند دفعه داخل الفرن.) تنزل بتافالا فوق راسه ،فتمتع الجمهور ذلك اليوم وانسى هموم الوقت بالفرجة المجانية لكن لثوان معدودات فقط حيث تمكن الرجل العملاق من التهام الخبزة شهية دون اكتراث بضرب ولا خنق.فصفق الناس وتركه المقدم وشانه.

0 ردود الأفعال :

إرسال تعليق

تعليقك هنا...................

اختر اللون الذي يناسبك