ععععععععععع

“تاكلا”.. قصة أكلة شهيرة في رأس السنة الأمازيغية



 وكالة الاناضول
لا تخلو موائد الأمازيغ، عند احتفالاتهم برأس السنة الأمازيغية بتقويمهم في اليوم الذي يوافق 13 يناير من كل عام من أكلة “تاكلا”، والتي يتم تحضيرها بمشاركة طاقم يتكون من نسوة العائلة في بيت الجد/ الجدة.
وترمز “تاكلا” عند الأمازيغ إلى التآزر والتضامن لكونها تقدم في إناء دائري مشترك، ومتقاسمة بين أفراد الأسرة، كما تعبر عن مواساة الطبيعة في ألمها تلك الليلة التي ستتمخض عنها سنة جديدة، بحسب استطلاع آراء أمازيغ.
وتعتمد الأكلة الأمازيغية بالأساس على الغلال الزراعية التي ينتجها الفلاح الأمازيغي البسيط في مزارعه، كما تعكس ارتباط الإنسان الأمازيغي بأرضه، بحسب عدد من الباحثين.
وخلال لحظات تقديمها، تنطلق أجواء المرح والرقص على نغمات الفرق المحلية الأمازيغية في حفلات عامة، وبموسيقى مماثلة حينما تقدم في المنازل والبيوت مع الأسر والعائلات.
كما تكون فرصة لتقديم أكلة “تاكلا” للتغني بأشعار من التراث والثقافة الأمازيغيتين ابتهاجا بالمناسبة، بحسب مراسل الأناضول.
وقال الحسين آيت باحسين، الباحث المختص في الثقافة الأمازيغية، للأناضول، يطلق على “تاكلا” في مناطق أخرى من المغرب “تاروايت”، شارحا أن هذا الاسم الأخير اشتق من فعل “روي” الذي يعني بالأمازيغية “حرِّك”، لأنه ينبغي تحريك الوجبة باستمرار أثناء طبخها، والتي تسمى عند الناطقين بالعربية “العصيدة”.
وأضاف أن منها “تاروايت ن تمزين” (بالزاي المفخمة)؛ ومعنى هذا النوع، بالأمازيغية، “عصيدة الشعير” أي المهيأة من دقيق الشعير، والنوع الثاني “تاروايت ن أوسنكار”، ومعنى هذا النوع، بالأمازيغية، “عصيدة الذرة، أي المهيأة من دقيق الذرة، وقد أصبحنا نجد نوعا جديدا يسمى “تاكلا ن روز” أي المهيأة من حبوب الأرز في الوقت المعاصر”.
وتقول الحاجة خدوج إنجارن (68 عاما) في حديثها للأناضول، إن “أكلة تاكلا يتم تحضيرها بمشاركة طاقم يتكون من نسوة العائلة في بيت الجد/ الجدة”.
“وتضم “تاكلا” في مكوناتها “مقدار دقيق الشعير أو الذرة المفتت (أي غير المطحون والمسحوق جيدا) بحسب عدد الأفراد، يضاف إليها قليل من الزيت وقبصة ملح ليمزج الكل في صحن مع إضافة ثلاثة أضعاف مقدار الذرة أو الشعير من الماء”، بحسب إنجارن.
وتضيف الحاجة خدوج “يوضع الكل في قدر فوق النار، ويحرك باستمرار إلى أن يَمُصَّ الدقيق الماء كله وتصير كتلة رخوة، فيوضع في الإناء الذي سيقدم فيه”.
وتشرح الحاجة إنجارن: “يتم طهيها في قدر على نار هادئة وتحرك بعصا سميكة إلى أن تصير كتلة رخوة جاهزة للأكل”.
وتفرغ أكلة “تاكلا” بعد الطهي في إناء يحمل اسم “تاقصريت”، وهو إناء ذو شكل دائري، غالبا ما كان هذا الإناء يصنع من خشب العرعار أو غيره من أنواع الخشب الجيدة، ويصنع أيضا من الطين أو من معدن خاص بأواني الأكل المختلفة.
ويشكل في وسط الأكلة الأمازيغية حوض صغير أو حفرة صغيرة، يسكب فيها زيت “الزيتون” أو “الأركان” لسقي تاكلا أثناء تناولها ساخنة إما باليد أو بالملعقة بحسب الحاجة خدوج.
ويعتبر الباحث آيت باحسين أن رمزية ” تاكلا” ودلالاتها، تتجلى في “تربية النشء على تدبير الندرة أو القلة، خاصة أنها ترتبط بمناسبة رأس السنة الزراعية التي تأتي بعد فصل الخريف وفي أشد أوقات فصل الشتاء برودة، حيث الندرة في كل شيء لدى الفلاح الأمازيغي الذي يودع ما تبقى لديه من حبوب تحت الأرض لمواصلة عملية استنباتها”.
كما تدل “تاكلا” أيضا على “التآزر والتضامن لكونها تقدم في إناء دائري مشترك ومتقاسمة بين أفراد الأسرة، كما تعبر عن مواساة الطبيعة في ألمها تلك الليلة التي ستتمخض عنها سنة جديدة”، بحسب أيت باحسين.
وتعتمد بالأساس على الغلال الزراعية التي ينتجها الفلاح الأمازيغي البسيط في مزارعه، كما تعكس ارتباط الإنسان الأمازيغي بأرضه.
ومع توالي السنين، تفنن الأهالي في تقديم هذه الأكلة الأمازيغية وعصرنتها، بإضافة منتجات البيئة المحلية من قبيل البيض البلدي (المحلي) وتزيينها بحبات اللوز البلدي، ووشمها بحروف “تيفيناغ” (حروف الكتابة باللغة الأمازيغية) بحسب ما عاينه مراسل الأناضول أثناء تحضيرها من قبل الحاجة خدوج.
كما تكتب عليها عبارات أمازيغية تجسد الابتهاج والفرح بمناسبة “إض يناير” (رأس السنة الأمازيغية) وتردد عبارات: “أسكاس أماينو إيغودان” أي “سنة أمازيغية جديدة وسعيدة”.
وخلال لحظات تقديمها، تنطلق أجواء المرح والرقص على نغمات الفرق المحلية الأمازيغية في حفلات العموم، وبموسيقى مماثلة حينما تقدم في المنازل والبيوت مع الأسر والعائلات.
كما تكون فرصة تقديم أكلة “تاكلا” للتغني بأشعار من التراث والثقافة الأمازيغيتين ابتهاجا بالمناسبة.
ويداس في وسط أكلة “تاكلا” نوى التمر الذي يسمى لدى الأمازيغيين بـ”أغورمي”.
وكل عاثر على “أغورمي” يكون محظوظا خلال السنة الأمازيغية الجديدة، وحظ العاثر على “أغورمي” بما نوى.
وإذا كان الأمازيغ يستحضرون أكلة “تاكلا” في مناسبات الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة على وجه الخصوص، فإنها تحضر وتقدم في موسم الحرث، وخلال فترة الحصاد، وكلها دلالات تؤكد ارتباط السنة الأمازيغية بالسنة الزراعية، وبالأرض وغلالها والإنسان الأمازيغي وتاريخه.
ولا يستغنى عنها عند حلول الضيوف، ولو تشكلت الضيافة من أطباق أخرى فهي رمز التعبير عن الفرح الكبير بالضيوف حين تقدم بعد الأكلات الأخرى، ومرافقة لطقوس خاصة، منها تقديم الشاي الممزوج بالزعفران، المرفوق بمكسرات الجوز واللوز وغيرهما، ورش الضيوف بأنواع زكية من العطور التي تعكس مظاهر الفرح والحبور، بحسب آيت باحسين.
وأول أيام السنة الجديدة، التي تصادف هذا العام الذكرى الـ2965 للانتصار على الفراعنة المصريين، هو يوم الثلاثاء.
وأقر المغرب في دستوره لعام 2011 كون اللغة الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية.
ولا توجد أرقام رسمية تحدد أعداد الناطقين بالأمازيغية كلغة أم في المغرب، غير أنهم يتوزعون على ثلاث مناطق جغرافية (منطقة الشمال والشرق ومنطقة الأطلس المتوسط ومناطق سوس في جبال الأطلس) ومدن كبرى في البلاد، فضلا عن تواجدهم في الواحات الصحراوية الصغيرة.
و”الأمازيغ” هم مجموعة من الشعوب تتوزع على المنطقة الممتدة من واحة سيوة (غربي مصر) شرقا إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى الصحراء الكبرى جنوبا.

الدعم الجماعي للجمعيات بين الشفافية والزبونية ؟؟؟؟



ذ المحجوب سكراني
لقد لعب  العمل الجمعوي بالمغرب  أدورا هامة في النهوض بعدة مجالات، و شكل العمل التطوعي الذي يؤطره و على مدى سنين خلت دعامة قوية للتنمية البشرية و أساسا بنيت عليه عدة مشاريع منتجة، اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ورياضيا…. لذلك أصبح من الضروري مراجعة القوانين التي تتعلق بالجمعيات والتي تعود الى  الخمسينيات من القرن الماضي، ولهذا الغرض انكبت اللجنة الوطنية للحوار الوطني حول المجتمع المدني والأدوار الدستورية الجديدة، على إعداد مسودة لترسانة قانونية بديلة تساير العصر و الحريات التي جاء بها.  وتضمنت هذه الوثيقة الجديدة عدة مستجدات تتعلق أساسا بتطوير آليات التدبير المالي و ضبط معايير الدعم العمومي بالإضافة  إلى تبسيط نسبي لمسطرة التأسيس و أمور أخرى.
ومما ورد حول الشق المتعلق بالدعم العمومي ما يلي :
المادة(52): يخضع الدعم العمومي للجمعيات وتمويل برامجها وشراكاتها وماليتها لقواعد الشفافية والحكامة الجيدة والمساءلة والمحاسبة المنصوص عليها في الدستور والقوانين الجاري بها العمل، مع تمتيعها بمقتضيات قانونية تلائم طبيعة الجمعيات التطوعية وغير الربحية والمتنوعة والمتفاوتة القدرات.
المادة(53): الدعم العمومي لقدرات الجمعيات ومواردها الإدارية والبشرية حق لكل جمعية صرح بتأسيسها بصفة قانونية.
المادة(54): يتم اعتماد معيار شفافية تدبير الجمعية و إعمال مبادئ الديمقراطية الداخلية في إقامة الشراكات.
فالمشرع المغربي  أولى أهمية كبرى لتحسين العلاقة بين الجماعات المحلية والمجتمع المدني أملا في تنمية المشاركة المجتمعية كأداة لتعزيز الديمقراطية المحلية … الا أنه وللأسف طفت الى السطح بعض السلوكات  التي تحول دون تحقيق هذا المرمى ، وفي مقدمتها مسألة ” عدم المساواة بين الجمعيات في الاستفادة من الدعم العمومي “بحيث يلاحظ  توزيع تلك الموارد دون الاعتماد على أية معايير موضوعية من شانها المساواة بين جمعيات المجتمع المدني في الاستفادة من دعم الجماعات المحلية. مما يؤدي  بالطبع الى احتجاج بعضها، وإحساس البعض الاخر بالغبن، فيما تستفيد أخرى دون أن تتوفر على أدنى استحقاق. فينتفي مبدأ تنمية روح التعاون والشراكة بينهما، والأكيد أن المسؤول الأول والأخير عن هذا الخلل هم المدبرون المحليون وأطر الجماعات المحلية الساهرة على ملفات الدعم المقدم للجمعيات .
فالشفافية والوضوح يقتضيان قبل دراسة الملفات  ، التأكد من ان الجمعيات المعنية قد قدمت طلباتها داخل الاجل المنصوص عليه في الإعلان عن فتح الترشيحات للاستفادة من الدعم، ومن أن ملف طلب الدعم يتوفر على جميع الوثائق المطلوبة، وأن الجمعيات تقوم بتجديد هياكلها وفق ما هو منصوص عليه في قانونها الأساسي. بعد ذلك يمكن تنقيط الجمعيات بالاعتماد على معايير منطقية  “كأنشطتها خلال فترة زمنية معينة و عدد شركائها  بناء على اتفاقيات الشراكة و مواردها ، والشفافية في التدبير المالي ، وإشعاعها محليا ووطنيا ، وكذا الحضور أو المساهمة في الساحة ، و عدد منخرطيها ونسبة النساء والشباب في المنخرطين والمسيرين…الخ ” وحتى تصير المنافسة شريفة يلزم وضع شبكة تنقيط لتقييم كل نشاط على حدة ، ومنحه النقطة التي يستحق اعتمادا على نوعيته وجدته والحضور الجماهيري الذي حظي به والإضافات التي قدمها للحقل الجمعوي، ويكون بالتالي مجموع النقط الذي حصلت عليه كل جمعية بعد جمع نقط أنشطتها هو المعيار الذي تحدد بموجبه قيمة المنحة المالية، وهو ما يمكن أن يساهم في الحد من العشوائية والزبونية  والمحسوبية والتسيب علما بأن  هذا الدعم في نهاية الأمر ما هو الا  جزء من المال العام الذي يقتطع من ضرائب المواطنين …والغريب في الأمر أن منح بعض المجالس تأخذ أحيانا شكل الصدقة، ومعيارها وقيمتها يوزنان بقيمة الواقفين خلف الجمعيات المطالبة بالدعم، بغض النظر عن الأنشطة المنجزة، ويزداد الأمر التباسا وغموضا إذا علمنا أن بعضها يسيره بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مستشارون جماعيون بنفس المجلس، وهو ما يطرح سؤال الإنصاف والشفافية بحدة .
وختاما لابد من طرح مجموعة من التساؤلات لعلها تستفز من يهمه الأمر فيدلي ببيان حقيقة :
  • ما هي المعايير المعتمدة في تصنيف الجمعيات  المقترحة وترتيبها ؟
  • كيف يتم تدبير الدعم وقيمة المبلغ المالي المرصود لكل جمعية ؟
  • هل جميع الجمعيات التي يقع عليها الاختيار في وضعية قانونية؟ وهل فعلا تقدمت بطلب  وملف كامل؟
  • من يسهر على دراسة الملفات  ؟ أهي  لجنة خاصة أم أن الأمر لا يعدو أن يكون انفراديا؟
  • لماذا يقع الاختيار دائما على نفس الجمعيات دون غيرها ؟
  • ما ذنب الجمعيات التي لا علم لها بوجود هذا الدعم أصلا ؟ أم أنه كما يقال لا يعذر أحد بجهله للقانون؟

ايكاسيون وفي قلوبهم أمل

عبد السلام ادير
ترشح وانتخب وفز ،ولا حسد.
عش وكل واشرب من منصبك ،ولا حسد، 
لكن كفانا مشاريع صورية وحيادا عن مصلحة البلاد.وتبذيرا للمداخيل واستهانة برغبات وثقة الساكنة.
اقبرت سنة بما لها وعليها ،وحلت بعدها سنة جديدة،تحمل امالا وتعلق عليها انتظارات ليكون الغد اجمل وبعد الغد افضل.
وبالنسبة لممتهني السياسة فإن خمس سنوات هي التي مضت . وبات ضجيج السباق والاستعداد للاستحقاقات يلفت الانتباه رويدا .واضحى المتتبع يشهد اجتماعات حزبية من اعلى المستويات الى مستويات جهوية ومحلية. والهدف طبعا هو نفض الغبار على ارشيف عمر سنوات ،واعادة ترتيب الاوراق ووضع خرائط واستراتيجيات تليق بالمناسبة .وتمهد لإعادة توزيع الادوار في المشهد السياسي والحزبي.
وبطبيعة الاحوال ستسري حمى الكبار الى باقي الفئات المجتمعية .
فيلحظ الملاحظ العادي والذي لا شأن له بالسياسة ،واذي عايش عدة دورات انتخابية ،وكأن الناس تطبعت على هذه العادة التي تدور عليهم مثل ظاهرة فلكية كل بضع سنين. لها نكهتها وتقاليدها الخاصة ،وتاثيرها على الشخصية والتفكير و المزاج إلى أن يخفت وقعها حينما تزف زبدة نخاضها الى الصناديق ليسدل الستار .فيبدأ الترقب من جديد.
فهل تمهل المواطن البسيط ،المنتمي للجماعة القروية ،الايكاسية مثلا، ليتبين واجبه ودوره الحقيقي ،ومسؤوليته نحو منطقته ،بشيء من الحكمة والمنطق ،قبل ان يسبح مع اي تيار شاء ؟ انها علامة الاستفهام التي وجب توقفنا كإكاسيين عندها ،على الاقل مايكفي للاتفاق على الحد الادنى من برامج تنموية وافكار اصلاحية تتعلق بها مصلحة المنطقة،ويدفع بها في الوقت الذي ينادى على صوتنا.فتوضع حينذاك بشكل مشترك تشاركي يلزم الناخب والمنتخب على حد سواء.؟ هل سنبقى نفوت على مسقط رؤوسنا الفرص تلو الاخرى ونترك عجلة الانتخابات تدور وتخلف تاخرات في التنمية الى يوم يبعثون ؟
لاعذر لجيل وفر له الدستور والقانون كل سبل التقدم ،وهو يتجاهلها وينساق وراء غبار التبوريدة عوض ان يتعلم ركوب حماره؟
لو كنا نعقل ،مثل بعض المناطق بجوارنا كتزنيت او اغرم،حيث يجتمع الساكنة ويبرمون شبه تعاقد مع المترشح قبل الاجماع حول الشخص المناسب والبرنامج المناسب ، لحدونا حدوهم ورشحنا شخصا كفؤا واحدا في كل دائرة يتقلد هموم السكان بمقعد مريح داخل المجلس وصوت مسموع.
لماذا يجب ان نستنفر كل مرة ونحدث ضجيجا يربك التركيز على الاهم ؟،لماذا لا نترك المصادمات المجانية التي تبخس وقتنا وجهدنا وبريق وجوهنا ولا تترك خلفها غير فتات من الامل في التنمية الحقيقية؟
ستاتي بلا شك اجيال قد تعيد للمنطقة بسمتها ومكانتها الحقيقية ،لكن جيلنا هو من سيعاتب على التقصير والتفريط بكل تاكيد.
هلا لاحظت معي عزيزي القارئ كيف تمارس بعض الاحزاب انشطتها وتكثف استعداداتها دون اي تنسيق مع مواطن بسيط لا يريد من الدنيا غير الاستماع نبض قلبه على مصير منطقته ؟ كيف تعد البرامج من الالف الى الياء بعدها فقط يستشار في رايه ويستاذن في "غصب" صوته؟ 
إما ان هذا المسكين لا يفهم معنى كل تلك المصطلحات من تنمية مستدامة ولا تمركز و حقوق الانسان وا لحق في مصير صوته. وإما انه لا يريد ان يعرف شيئا ولا يطلب شيئا غير تركه ليعيش بسلام .
فعلى الاقل لو لقن هذا الناخب الساذج حقه في ملكيته لصوته ،وابداء رايه في التنمية المحلية ،سنكون ربحنا اصواتا وخلت صناديقنا من الملغاة والمحايدة والغائبة.

واخيرا ، نتشرف ان نذكر ونلتمس انطلاقا من مقالنا المتواضع ،من منتخبينا الحاليين ان يعملوا على تقريب وجهات نظر الساكنه حول مفاهيم ومعايير عملية متفق عليها ،قبل ان يفكروا في تعداد الاصوات والبحث عن امكنة مريحة داخل المجلس القروي.لان دستور البلاد ،والتوجيهات الملكية السامية لم تتكلم ومنذ زمان،عن غير التنمية المستدامة والمندمجة والبرامج التشاركية التضامنية والعناية بالعالم القروي ،...لرفع البلاد الى مصاف التقدم بين الامم.

خبز ايكلي


عبد السلام ادير
شخص طويل القامة،واسع المنكبين ،خاوي الوفاض فارغ المعدة ،محترم المظهر .وقف وسط الحشد في سوق حد ايكلي،امام بائعة الخبز ،وعيناه لا تفارقان منظر الخبزات الساخنة المجمرة الخارجة توا من الخباز ،انها خبزات شهية وهي من دقيق حنطة البلاد التقليدية.شعر الرجل بامعائه تتلوى ،ولم يمنعه سوى الخوف وجيبه الفارغ على اقتناء واحدة منها.
وقعت الحادثة هذه ايام الاستعمار حيث عم الجفاف ولم يكن ياكل الخبز الا الميسورون القلائل او ذووا حظ عظيم.
ذهب الرجل الجائع في السوق وجاء ،وهو يعلم في نفسه انه لا يملك عذرا في التواجد في السوق.ولا حتى في بيته حيث ترك عيالا جياعا لا يملكون شطر تمرة. 
ففكر الرجل ثم فكر ،لكن الجوع يشوش له على التفكير السليم.فتخيل نفسه وهو يلتهم خبزة خباز محشوة بسمن البقال الوحيد في السوق ،وهو يبيع غير بعيد من صاحبة الخبز الرفيع،سمنا وزيتا من اشهى مايكون.
قال الرجل في نفسه ،وهو يضع آخر اللمسات على مخطط قرر تنفيذه :كم سيكون لذيذا لوتمكنت من خداع البائعاين ،وعلى كل حال لن يتحمل الجوع الانتظار ،فلنر ما يمكنني فعله من اجلك يا بطني.
تحين اول فرصة وخطف بيده خبزة عذراء خرجت للتو من مصنعها ،موضوعة الى جانب صاحبة الخباز وطار مثل البرق ليجد نفسه امام قدر متوسط من السمن البلدي وضعه البائع مفتوحا امامه للاشهار.فغمس فيه الرجل الخبزة التي سرقها فعلق بها نصف كيلو سمن بلوري لذيد ودسم ودفع بغنيمته شطيرة في فمه الواسع دفعة واحدة وشغل عملية الابتلاع مع مضغ عشوائي لطول عهده بالنعمة.
رمقه البائع وهو رجل قصير القامة ونهض اليه وانقض على وريديه وضيق علر حنجرته أملا منه في ايقاف دواليب الطحن ،وتجمهر الناس حولهما ،ووقف المخزني والمقدم وأمرا بالا يتدخل احد بينهما ليتفرج الناس قليلا.
كلما ضغط صاحب السمن على عنق الرجل ،يقول له :"والله لا دخلات ،والا جات من كرشك ،" يعني الخبزة ، والآخر يصر ويستمر في الالتهام ويقسم :"والله يا حتى تدوز !"
اما صاحبة الخباز فصارة تنزل عليه ب"تافالا" (اداة خشبية مستديرة ذات عصى يوضع الخبز عند دفعه داخل الفرن.) تنزل بتافالا فوق راسه ،فتمتع الجمهور ذلك اليوم وانسى هموم الوقت بالفرجة المجانية لكن لثوان معدودات فقط حيث تمكن الرجل العملاق من التهام الخبزة شهية دون اكتراث بضرب ولا خنق.فصفق الناس وتركه المقدم وشانه.

شباب الغد واحلام اليوم .



عبد السلام ادير
ابان بعض الاخوان مؤخرا عن ما يشبه رغبتهم في المساهمة في تغيير وتحسين الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية داخل حيز منطقة ايت ايكاس.وهم في ذلك محقون ،ونياتهم صافية وحسنة ،وافكار معظمهم موضوعية تستحق الاعتبار.
من الشباب من يذهب الى وجوب تجديد دماء المنتخبين.باقتراح عناصر شبابية حبا ذ لو تكون متعلمة.
ومنهم من اشار الى كون دور الاحزاب في الركود التنموي الذي نلمسه اليوم واضحا واقعا تابثا.
كما ان منهم من اقترح تنظيم لقاءات دراسية للانكباب على المشكل والبحث عن حلول.
الا ان المتتبع لتدخلات هؤلاء الاصدقاء سيلمس بسرعة عند بعضهم نوعا من التسرع لاستصدار الاحكام ،ونوعا من نقص في التجربة بل وانعدامها في مجال تدبير الشان العام.فتراه ينساق وراء عاطفته وحماسه دون الاخذ بعين الاعتبار الحزازات التي يمكن التسبب فيها ،والقليل من المنجزات التي تحققت في السنوات الماضية والتي يتشبث بها اصحابها تشبتهم بمقاعدهم واحزابهم واحلامهم المستقبلية.
نعم نريد التغيير ،نريد تحسين الاوضاع،نريد وضع اللبنات الحقيقية لتنمية دواويرنا وجماعتنا،لكن ليس باي ثمن،وليس بوسائل ارتجالية واندفاعية، وطرق تصعيدية. وغرور غير مسؤول.
الشباب كنز كل امة ومخزون طاقاتها الحية ،وشبابنا اليوم من الجنسين يعاني الامرين حينما يفتح فمه للتعبير عن مختلجات صدره وعن رؤاه وتصوره لمستقبله ومستقبل بلده.يحس بنوع من القمع واللاممبالاة وحتى التحقير لامكانياته.
فإذا كان المقصود بالتنمية ،هو اعتلاء المقاعد والانتماء الى المجلس الجماعي و،التصرف في حساب صندوقه والتباهي بالمكانة.فلن يكون ذلك هدفا كافيا ،مالم يصحبه مايلي :
1- التنازل عن الاهداف الانانية الشخصية.والخلو من اية نية لاستغلال المنصب ،وعدم اضمار اية نزعة تفرق بين الناس.
2-التجربة الكافية اللازمة لاتمام اي عمل ذي مصلحة عامة ،وهنا يفترض بالمترشح المستقبلي ان يلم بالقوانين منها ،الانتخابية ،وقانون المجالس الجماعية، ويجمع ما امكن من المعرفة والثقافة اللازمتين .
3- الاصغاء الى ذوي الخبرة والى الساكنة العادية لفهم نوع الاصلاح والمصلحة التي يتصورها الناس.
4- الاخذ بعين الاعتبار اختلافات النظر والتقاليد المحلية والاستعداد لاحترام البروتوكولات الادارية وغيرها..
5- ان يكون محاورا منفتحا ويعرف كيف يدافع عن برامجه قبل البحث عن اية تزكية من حزب معين.
6- ان يتاكد ان ترشيحه يتمتع بدعم اغلبية من الساكنة في دائرته مثلا.
7- ان يعزم منذ البداية الى نهاية ولايته على احترام تعاقده مع الناس،ويبتعد عن الوعود الفضفاضة والمستحيلة والغير مبنية على المنطق والخارجة عن الاستطاعة.
تلكم اهم الخصال والشروط المطلوبة في الشخص الذي ينوي دخول غمار الترشح ،لا اقصد الاعجاز او زراعة الياس في نفوس الشباب الطموح لتسلم علم التمثيل الجماعي بل على العكس ،نامل ان لا تاتينا الانتخابات المقبلة الا وبين صفوف شبابنا من يتمتع بالقدرة والاستعداد لتحمل مسؤولية الترشح من اجل تحقيق احلام الفئات المتعطشة لتحسين مستوى عيشها والرقي بمستوى جماعتنا العزيزة.وللاصدقاء واسع النظر.

اختر اللون الذي يناسبك